سألت مصادر «القوات اللبنانية» عبر «الجمهورية»: من قال انّ الشعب اللبناني يريد حكومة «كيف ما كان»؟ من قال انّ الانفراج في الوضع الاقتصادي والسياسي يكون من خلال تشكيل حكومة «مِن قَريبو»؟ من قال انّ استعادة الثقة لدى الداخل والخارج تكون من خلال الاعلان عن تكليف وتأليف وكأنّ البلاد في زمن طبيعي وفي أوقات طبيعية؟».
 
وقالت للصحيفة: «ما لا يدركه بعض من في السلطة انّ البلاد اصبحت نتيجة ممارساتهم وسياساتهم في زمن موبوء مالياً واقتصادياً وفي وضعية كارثية غير مسبوقة تاريخياً. وبالتالي، امام هذه الحالة الرأي العام اللبناني لا ينتظر حكومة «كيف ما كان»، حكومة فقط من اجل الحكومة، وكأنّ هنالك من يريد تصوير الوصول الى حكومة وكأنه إنجاز، انه ليس انجازاً، ما يريدون تصويره هو حكومة نسخة طبق الاصل عن حكومات سابقة كالتي أوصلت البلد الى الكارثة والانهيار. ما ينتظره الشعب اللبناني هو حكومة قادرة على اخراج لبنان من هذه الازمة التي انزلقت اليها البلاد بفِعل سياسات أكثرية حاكمة. ما يريده الشعب اللبناني هو حكومة تكون قادرة على اخراج لبنان من كبوته وقيادة مشروع انقاذي خلاصي نحو شاطئ الامان المالي والاقتصادي، وما يجب ان يدركه هؤلاء انّ تمسّكهم بمواقعهم وبنفوذهم وسلطتهم أصبح مادة قديمة لم تعد قادرة على اخراج لبنان من الوضع الذي هو فيه، ما يريده اللبناني اليوم هو تشكيل حكومة قادرة على استرجاع ثقة الداخل والخارج وان تتمكّن في أسابيع قليلة من إعادة ضَخ مليارات من الدولارات في شرايين الوضع المالي والاقتصادي من اجل استعادة ثقة مفقودة نتيجة ممارسات ميؤوس منها بفِعل ما وصلت اليه البلاد. وبالتالي، كل الافكار التي يتكلمون عنها لن تؤدي الى اي نتيجة».
 
ولفتت المصادر للصحيفة إلى  «أنّ الوضع الراهن في البلد لا يقوم الّا بحكومة اختصاصيين، إنّ الكلام عن تكنو-سياسية وحكومة وحدة وطنية لن يؤدي الغرض المطلوب، فإذا تم التكليف لن يُصار الى التأليف. واذا حصل التأليف ستسقط الحكومة في الشارع نتيجة الاوضاع الاقتصادية المأسوية، ولأنها لم تتمكن من قيادة الوضع الانقاذي بفِعل غياب ثقة الداخل والخارج. وبالتالي، الحكومات السياسية والتكنوسياسية التي يُحكى عنها هي حكومات لا علاقة لها بالمرحلة الحالية ولا تنتمي الى اللحظة السياسية الحاكمة، وهي حكومات بعيدة عن الواقع المعيشي وكأنّ هنالك فعلاً فئة سياسية أو أكثرية حاكمة موجودة في القمر وتعتبر انه لا يوجد اختصاصيون الّا فيه، ولكن في الحقيقة والواقع انها تعيش في القمر بعيداً عن الحقيقة والواقع التي تعيش فيه البلاد».