كنا بادرنا إلى زراعة الفول والبازيلا لو أن حزب الله أرفد الثورة التي قامت لطلب الاصلاح، فيما هو أمر جمهوره بالسكوت والاستكانة والخروج من الساحات والاقرار للفاسدين إقرار العبيد، والاكتفاء بزراعة الفول والبازيلا.
جميلة هي هذه الهبة المستجدّة والمفاجئة في قرى وبلدات الجنوب، والتوجه مرة جديدة نحو الارض واستثمار ما تيسر منها للزراعة، فقد عمدت منذ اسابيع بلديات في الجنوب ومجموعات شبابية متحمسة ومتطوعة في القرى (ضيعتي منها) على حراثة وزراعة بعض الاراضي بما يمكن زراعته من خضروات ( بقدونس – كزبرة – روكا – سلق – هندبة .. )، وبعض المساحات الأكثر اتساعا كانت للفول والبازيلا بشكل رئيسي (هذه الانواع هي التي يمكن زراعتها بالجنوب) .
إلى هنا، الخبرية أكثر من رائعة،، ولا شك ولا ريب فيها ولا بنوايا الشباب المبادر اليها ولا يشوبها أي شائبة لا من حيث الحماسة ولا من حيث التمويل الذي هو نتاج التبرعات والتقديمات وهي بذلك تشبه إلى حد كبير الثورة، فمنهم من تبرع بثمن البزر، ومنهم من قدم أرضه، ومنهم من قدم تراكتوره للفلاحة ومنهم من قدم خبرته وما إلى هنالك من ضروريات "الحملة الزراعية"
إلا أن هذه الصورة "الفولوكلورية" الرائعة، تتحول سريعا إلى صورة كاريكاتورية مضحكة، وتثير السخرية، اذا ما علمنا بأن من يقف خلف هذا التوجه هو "حزب الله" وذلك بعد انتشار تسجيل صوتي لأحد مسؤوليه الكبار ( بلال وهبي ) يخبرنا عن السنوات العجاف التي تنتظر اللبنانيين ويحثهم على الزراعة ( واضح أنه متأثر بفيلم النبي يوسف ) ، وكذلك طلب نواب الحزب (محمد رعد – علي فياض) من أهل الجنوب الأمر نفسه ، وبأن الهدف الحقيقي منه ليس هو مجرد إحياء تراث جنوبي، أو التلذذ بصحن فتوش خالي من التلوث، وإنما الهدف هو مواجهة اميركا وحصارها على الحزب !!
صدّق أن خطة حزب الله الاقتصادية لمواجهة العقوبات الاميركية عليه هي من خلال زراعة الحاكورة بالفول والبازيلا !!! والمفارقة هنا أن هذه الخطة العبقرية التي لم تلتفت لها ايران نفسها (صاحبة المساحات الشاسعة جدا "اكبر من لبنان ب 158 مرة"، وصاحبة الثروات النفطية الهائلة والخطط الزراعية منذ عشرات السنين ) والتي يعاني 70% من شعبها تحت خط الفقر كما قال السيد روحاني بسبب العقوبات .
كنا لنتوافق مع حزب الله وخطته "العبقرية" في مواجهة الحصار، واسرعنا معه لزراعة الفول والبازيلا، لو أن أزمتنا ومصائبنا وفقرنا وجوعنا هو عن حق بسبب السياسة الاميركة !!، وليس بسبب فساد وسرقة ونهب هذه الطبقة السياسية، التي للأسف لا يزال حزب الله متمسكا بها !
كنا بادرنا فورا لزراعة الفول والبازيلا لو أن حزب الله فعلا يساهم بهذه الثورة التي ليس لها مطالب إلا تشكيل حكومة نظيفة، فيما حزب الله مصر على حكومة "وحدة وطنية" أي حكومة لصوص مرة جديدة !
كنا بادرنا سريعا لزراعة الفول والبازيلا لو أن حزب الله أثبت عمليا أنه يريد محاربة الفساد ولا يقترح على رأس الحكومة واحدا من الفاسدين اللصوص.
كنا بادرنا الى زراعة الفول والبازيلا لو أن حزب الله أرفد الثورة التي قامت لطلب الاصلاح فيما هو أمر جمهوره بالسكوت والاستكانة والخروج من الساحات والاقرار للفاسدين إقرار العبيد، والاكتفاء بزراعة الفول والبازيلا .
في الختام كان من الأجدى على حزب الله دعوة الناس للدفاع عن لقمة عيشها وكرامتها عبر الاقتصاص من اللصوص والحرامية بدل الدفاع عنهم والتمسك بهم والهاء الناس بمقاومة الفول والبازيلا، لأن كفّ يد اللصوص عن مقدرات البلد وعن سرقة المال العام هو ما يذل اميركا ويعيد كرامة الناس... لا أن تنتظر الناس موسم الفول فيما أولاد اللصوص يتنعمون بأموالنا .