أكد وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل أنه "من غير المسموح العودة الى مرحلة الانقسام المناطقي والطائفي والمذهبي ورفع المتاريس بين ابناء الشعب الواحد".
كلام خليل جاء خلال لقاء سياسي نظمته حركة "أمل" - اقليم الجنوب المنطقة الرابعة في بلدة رب ثلاثين، ولفت فيه الى أن "ما حصل الشهر الماضي لم يكن في حد ذاته تحركًا مطلبيًا بعيدًا عما كنا نطالب به نحن الذين حملنا دوما مطلب الدفاع عن حق الناس في معيشتها، نحن الذين دفعنا الدم من اجل عزة هذه الارض وكرامتها. شهداء رووا بدمائهم ارض الوطن من اجل عزته وكرامته ومن اجل ان نجد لانفسنا موقعا متقدما في هذا العالم ووجدناه بكل قوة وعزة وتوحد ابناء الارض بكل اطيافهم في حركة أمل وحزب الله بشكل خاص من اجل الدفاع عن حرية لبنان ليس من اجل طائفة او منطقة او فئة. قاتلنا من اجل كرامة جميع اللبنانيين من كل المناطق وكل الطوائف ولم نسال لمن تتبع هذه المنطقة او تلك".
وأوضح أن "عملنا على تحويل مناطقنا الى مناطق تنعم بالانماء الى حد كبير لا نقول تأمنت كل الامور، لكن بالقياس الى مستوى التنمية وقيام المشاريع كان هناك عمل استثنائي خلال العقود الماضية كما عملنا من أجل الاصلاح الحقيقي ومكافحة الفساد وفي الدرجة الاولى الفساد السياسي القائم والمتمثل بطبيعة النظام الذي حرص اركانه على اذكاء النعرات الطائفية فيه، فنحن قلنا على الدوام ان اساس علة هذا الوطن تكمن ان الانسان فيه مقيد بطائفة ومذهب على حساب انتمائه الوطني وعلى حساب الكفاية".
واعتبر أن "النظام الطائفي قتل روح المواطنية لمصلحة روح الطائفية"، قال: "نحن نعتز بانتمائنا الطائفي لكننا على الدوام رفعنا شعار ان طائفتنا هي في خدمة الوطن وليس العكس، هذا الشعار هو شعار امامنا الإمام السيد موسى الصدر الذي دعانا الى تحويل كل المقدرات بخدمة الوطن وان لا نسخر امكانات الوطن لخدمة مصالحنا الشخصية".
وشدد على "أننا نادينا بالاصلاح وعملنا من خلال المؤسسات والمجلس النيابي والوزاري من أجل تحسين الظروف الاجتماعية والسياسية للناس لجميع الناس دون تمييز وكنا اول من رفع شعار الانحياز الى مطالب الناس وبخاصة الناس الذين تحركوا بعفوية وصدق نتيجة تراكم الاعباء عليهم لكننا حذرنا منذ اليوم الاول من استغلال هذا الوجع وهذا الحراك لتصفية الحسابات السياسية واستعمال وجع الناس من اجل تركيب مسار سياسي جديد يحاول فيه البعض الانقلاب على انجازات هذا الوطن في قوته في بناه السياسية وفي عمل مؤسساته وحذرنا من الانقلاب على نتائج الانتخابات النيابية والتمثيل الحقيقي للناس من خلال مصادرة شعاراتهم لخدمة بعض القوى والاتجاهات الذي لا يعرف احد مدى ارتباطاتها، لهذا تعاطينا مع كل ما يجري ليس من موقع قوة ولا ضعف بل من موقع المسؤولية والهدوء والاتزان وما زلنا نتعاطى من موقع من يريد الحفاظ على هذا الوطن".
ونوّه بأن "الحفاظ على الوطن لا يكون بهدم المؤسسات بل باصلاح مساراتها واقرار التشريعات اللازمة وليس بتعطيل حياة الناس وضرب استقرار الوطن وعندما نعمل على قطع الطرق انما لا نحقق مطلبا محقا انما نعيق احقاق المطالب، كذلك عندما نمنع ونعيق اقرار القوانين التي تحاسب الفاسدين، مهما كانوا ولاي حزب انتموا، لا نساعد على تحقيق المطالب الحقيقية للحراك".
ورأى أن "من موقع المسؤولية نقول لن نسمح باعادة الامور الى الوراء في ما يتعلق بحفاظنا على سلمنا الاهلي والوحدة الداخلية. ان من اولى المقدسات الحفاظ على ساحاتنا الداخلية ولا نسمح لاحد الدخول الينا من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والشائعات والتعاميم الكاذبة ومحاولة التفريق بيننا ومن يمثلكم، بينكم وقياداتكم، نحن اول من حاسب من أخل بالتزامه الوطني والاخلاقي والحركي، لكننا على الدوام كنا وسنبقى في صلب وجع الناس وتعبهم".