بعد عودته من القاهرة حيث شارك في اجتماعات مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك، واصل غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي صلاة المسبحة الوردية من كنيسة سيدة الانتقال في الصرح البطريركي في بكركي بمشاركة المؤمنين في لبنان وعالم الانتشار على نية لبنان وخلاصه من ازمته الحالية.
وفي تأمله لهذه الليلة، قال غبطته: "احيي كل من يشاركنا الصلاة في اي مكان كان وبخاصة الين يرافقوننا يوميًا من مصر حيث التقيناهم بتأثر وقد قالوا لنا انهم يصلون يوميا معنا على نية لبنان الذي يحبّون."
واضاف: "نرفع الصلاة على نية الضحيتين البريئتين، الشهيدين حسين شلهوب وسناء الجندي، اللذين سقطا احتراقًا في الحادث المروّع على اوتوستراد الجية ليل الاحد الفائت. اننا نضمّهما الى قافلة الشهداء من اجل لبنان. ولعل ذلك يحرك ضمائر المسؤولين عن الخراب المتزايد على كل الاصعدة وهم كاللاصنام لا يشعرون بشيء ولا يدركون ما يجري. أقول ذلك ليس بغضًا انما لنكثّف الصلاة من اجلهم كي يحرّك الله ضمائرهم ويحرر اراداتهم، ولكي يفهموا معنى المسؤولية. فالمسؤولية ليست جاهًا انما خدمة وتجرّد من الذات في سبيل الخير العام."
وتابع البطريرك الراعي: "السلطة خدمة، السلطة مسؤولية، لنصلي على نية المسؤولين عندنا كي يخرجوا من تحجّرهم ومن تصلّب مواقفهم وليسلكوا طريق الخير والحق. لا يمكن لصلاتنا الا ان تجرّد كل انسان من كبريائه ومن سلاحه ومن جبروته فالصلاة تفكك العقد وتذوّب التحجّر كما تذوّب المياه الثلوج. هذه هي قيمة صلاتنا وفعاليتها. والصلاة التي نثابر عليها تجعل من صوتنا، ولو كان وضيعًا، ان يكون مسموعًا لدى المسؤولين كافة، وربنا يعرف كيف يفعّل صلاتنا."
وتابع غبطته: "احيي حركة الامهات في الانتفاضة واليوم شهدنا ايضًا، على جسر الرينغ، كيف ارادت النساء محو آثار الحرب الاهلية. هذه قوة هذا الحراك، الذي منه وبدون سلاح لابل بالورد، وبدون قوة بل بالمحبة، سيولد لبنان. وختم: " لقد قال لي احد المطارنة الذين شاركوا في اجتماعاتنا في مصر: " احيي الانتفاضة في لبنان لانه سيولد منها لبنان الجديد، ومنها ستولد البلدان العربية الجديدة". وتوجّه الي بالقول: "على الكنيسة ان تساند هذه الحركة النبوية". فقلت له: "هذا ما نفعله نحن لاننا نؤمن انه من هذه الحركة المدنية سيولد لبنان الجديد."