لفت البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، خلال ترؤسه الذبيحة الإلهية في كنيسة دير مار جرجس للآباء اللعازاريين في شوبرا - القاهرة بعد ترميمها، الى "أننا نأتي من لبنان، الذي يعيش متخبطًا في أزماته السياسية والإقتصادية والمعيشية والإجتماعية كما تعلمون، وإن كل من التقينا بهم من مسؤولين ومؤمنين في مصر العزيزة، وعلى رأسهم رئيس البلاد والبابا تاواضروس، يكلموننا اليوم عن لبنان وكلهم قالوا أنهم يصلون لأجله. لذلك أتجرأ وأقولها اليوم، لو أن المسؤولين عندنا يعرفون حقيقةً الله لما وصلنا إلى ما نحن عليه، الباب الوحيد للخروج من الأزمات عندنا، حسب إنجيل اليوم، هو معرفة الله، لأن الله حب، وحقيقة وعدالة واستقرار وترقي وازدهار وعيش الناس بكرامة".
ولفت البطريرك الراعي الى "أننا نصلي معكم اليوم كي يعرف المسؤولون عندنا وفي كل مكان لا سيما لمن هم من أسياد هذا العالم وهم يخططون للهروب والإستبداد بالشعوب والتجارة بأسلحتهم، كما قال قداسة البابا فرنسيس، نصلي لكي يمس الله ضمائرهم وينير عقولهم لكي يعرفوا الله"، مشيرًا الى أن "الرب يسوع يؤكد لنا في إنجيل اليوم أن الغاية الأساسية من وجود كل انسان على الأرض هي أن يعرف الله لأنه مخلوق على صورته ولأنه مدعو ليكون معاونا لله في تحقيق تصميم الخلاص عبر التاريخ البشري".
وأوضح أن "العالم يتخبط في شؤونه، شرور في كل مكان، حروب نزاعات، ظلم، إفقار، تهجير، كل هذا سببه الأساسي، جهل الله. العالم لا يعرف الله، ينبغي أن يعرف الله لكي يُحسن تدبير مسيرة التاريخ، فتاريخ البشر ليس للهدم ولا للحرب ولا للإعتداءات على الإنسان بأي شكل من الأشكال، ولا لتهجير الشعوب ولا لإفقارها، بل من أجل أن يعيش الناس بأمان وعدل وإنصاف، ولا سيما الذين يتولَّون مسؤولية في العالم، فمسؤولية السياسيين هي من أجل أن تعيش الشعوب بالأمان والسلام والإستقرار، وينالوا حقوقهم الأساسية. وإذا كان هذا لم يحصل فلأن أصحاب المسؤولية لم يعرفوا الله".
وبيّن أن "صلاتنا اليوم بشفاعة مار منصور، الذي رأى الله في الفقير والمريض بنوع خاص فشهد له، أن تكون هذه هي رسالتنا أيضًا وثقافتنا ومعنى وجودنا في الحياة. يا رب نحن نسألك كل يوم أن نبحث عنك، أن نرَ وجهك فتكون صلاتنا كل يوم، في كل صبح ومساء: يا رب ساعدني أن أراك وأشهد لك بالقول والعمل".