أصرّ العميد أمين حطيط بالأمس في برنامج صار الوقت مع الإعلامي السيد مارسال غانم، على إثارة الفتنة المذهبية بين السُّنّة والشيعة، باعتباره حادث السير الذي أودى بحياة مُواطنين، جريمة مُدبّرة من جانب أهالي بلدة "برجا" السّنيّة، بوجه أهل الجنوب الشيعة، وهذا في حين أنّ وقائع الحادثة دلّت وبيّنت أنّها حادثُ سيرٍ مُروّع ناجم عن السرعة الفائقة أولاً، وبسبب وجود حاجز طارئ نصبهُ الجيش اللبناني، لتحويل السير نحو طريقٍ فرعية، لتجنيب المواطنين زحمة سيرٍ خانقة على الاوتوستراد الرئيسي المقطوع، والعميد حطيط لم يغادر غيّه وافتراءه بأنّ الأمر مُدبّر، ولعلّه جريمة قتلٍ عمدٍ بعد التّرصّد والتصميم، فكيف يستقيم الظّلُّ والعود أعوج، ويستوي المنهج وصاحبُ المقالة أهوج.
وكان حطيط قد بدأ مُداخلته بهجومٍ حادٍّ وغير مُبرّر على الانتفاضة الشعبية في لبنان، مُنتقصاً من هيبتها وصدقية القائمين عليها، مُبخّساً أهدافها، واصماً إياها بالعمالة والتخوين، وهذا بدا بالأمس خاصةً مُستغرباً ومتناقضاً مع توجهات تيار المقاومة والممانعة الذي يُدافع عنه العميد حطيط وينتصر له بشراسة تبلغ حدّ الوقاحة، فبعد حادثة الشياح-عين عين الرمانة أول من أمس والتي انتهت على خيرٍ بحمد الله تعالى وفضل الجيش اللبناني وقيادته، خرج رموز التيار المقاوم داعين للتهدئة، مستنكرين حالات الاعتداء على المتظاهرين السلميين، وكانت تظاهرة سيدات الشياح-عين الرمانة المُوحّدة، والتي دعت للوئام والمحبّة ونبذ العنف والاقتتال، بين أهالي المنطقة الواحدة، خير مثالٍ على ذلك، في حين بقي حطيط واقفاً وراء حواجز التّطرّف والعصبية والمذهبيّة والفئوية، أو لعلّ في وعيهِ وذهنه أنّ القضاء على الانتفاضة الشعبية إنّما يجري وفق التجارب الإيرانية والعراقيّة الدامية، بالقتل والاعتقال والتعذيب والسّحل على أيدي الباسيج والحشد الشعبي والميليشيات.
لا، وألف لا يا سيادة العميد، هذا لبنان، وليس إيران ولا سوريا ولا العراق.