يخيّم القلق على الأسواق المالية في لبنان، نتيجة تحكم السوق السوداء بسعر صرف الليرة اللبنانية في ظل شُح في الدولار الأميركي، إذ بلغ اليوم الخميس سعر صرف الدولار مقابل الليرة 2200 ليرة لبنانية.
ورأى البروفسور جاسم عجاقة أنّ مشكلة سعر الصرف عند الصرافين في لبنان جاءت نتيجة الأزمات التي حلّت على لبنان ونتيجة ظروف معيّنة، وتوقّع أن تبقى الأزمة على حالها إذا لم يتم تصحيح المشكلة التي أدّت إلى خلق الأزمة.
وفي حديثٍ مع لبنان الجديد، اعتبر أنّ غياب الثقة وقلّة الثقة في القطاع المصرفي والليرة اللبنانية أوصلت الأمور إلى ما هي عليه اليوم.
وربط عجاقة المشكلة الاقتصادية بالأزمة السياسية، قائلاً:" إذا لم يتم تشكيل حكومة قادرة على اعطاء صدمة ايجابية في الأسواق الثقة سوف تبقى مفقودة لتصبح معدومة".
وتخوّف عجاقة من اضطرابات وأزمات اجتماعية بشكل عنيف لناحية السرقات والجرائم وهذا الأمر يعني أنّ القوى الأمنية سوف يكون لها عمل اضافي وسوف تستهر أكثر على الممتلكات الخاصّة والعامّة.
وشدّد على أنّ الحلّ لهذه الأزمة هو بتشكيل حكومة في أسرع وقت قادرة على العمل بنهج اصلاحي وانقاذي في آنٍ واحد، وطالما لا حكومة ستبقى الثقة لدى المواطن اللبناني بالقطاع معدومة.
أمّا إذا كانت الشائعات تلعب دورا في تأجيج الأزمة، أجب عجاقة:" لا شكّ أنّ الفوضى والشائعات والاضرابات الدولار سيرتفع سعر صرف الدولار مقابل الليرة".
وأكّد عجاقة العلاقة بين المصرف والعميل أساسها الثقة، وفي حال أصبحت متدنيّة، يمكن للقطاع أن ينهار، من هنا ضرورة المحافظة على هذه الثقة
ولم ينكر أنّ عدم توجّه غالبية اللبنانين إلى القنوات التي تبيع الدولار بـ 1515، كالقنوات المصرفيّة والتحويل من حساب إلى آخر.
وبحسب وجهة نظر عجاقة أنّ عدم تدخل مصرف لبنان لضخ الدولار ناتج عن أن كلّ دولار سوف يؤدي إلى استنذاف خصوصا وأنّ النشاط الاقتصادي شبه متوقف.
ويشهد لبنان منذ 17 تشرين الأوّل الفائت احتجاجات شعبية غير مسبوقة، بدأت على خلفية مطالب معيشية، ومطالبة ايضا برحيل النخبة السياسية بلا استثناء، على وقع أزمة اقتصادية ومالية مستفحلة.