لم تنجح ديبلوماسية وهدوء رئيس الوزراء المكلف تمام سلام  حتى الان في تفكيك العقد والألغام امام عملية تشكيل الحكومة العتيدة التي يبدو انها تتخبط في مستنقع المطالب والحصص المتضادة.
الرئيس سلام الذي التقى رئيس الجمهورية امس في بعبدا وضع الاخير في أجواء لقاءاته مع القوى السياسية ولاسيما وفد قوى الثامن من آذار الذي يبدو انه لايزال مصرا على مجيء حكومة تعكس ما يسميه هذا الفريق بالتمثيل النيابي الحقيقي له في مجلس النواب ، بما يعني الحصول على نسبة ٤٨بالمئة من المقاعد الوزارية وبالتالي الاستئثار بما يوصف بالثلث الضامن او ًالمعطل ً وفق رؤية كل فريق ، فيما لا يزال الرئيس المكلف بالمقابل متمسكا بموقفه بعدم إعطاء الثلث الضامن لأي فريق من الفرقاء وانه بموقعه الوسطي يشكل الضمانة للجميع . ونقلت أوساط سلام ان أجواء لقائه بفريق الثامن من آذار كانت صريحة ، مبقيا الأبواب مفتوحة امام المزيد من البحث في الايام القليلة المقبلة ، ومتسلحا بالمعنويات العالية
 وأمام هذا التعثر الواضح في عملية التأليف ، تتظهر صورة الواقع السياسي المأزوم اكثر فاكثر لا حكومة ... لا اتفاق على قانون انتخاب يرضي جميع الأطراف ..... وبالتالي دفع الامور الى أتون المجهول الذي على ما يبدو تتقاطع كل المعلومات والآراء على ربطه بالأزمة السورية لا بل على محورته بها...
وفي ظل هذا المشهد القاتم ، يظهر رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وكانه يغرد خارج السرب بقوله وبشكل جازم بان القوى السياسية ستذهب الى الانتخابات مرغمة ووفق ً اي قانون يخترعون ً أكان قانونا جديدا ام بقانون الستين ...والسؤال هنا ؟؟كيف ستخترع هذه القوى السياسية قانونا جديدا قبل الخامس عشر من ايار في ظل هذا التباعد في المواقف .. وكيف يمكن الزامها بتطبيق قانون الستين وهي التي سبق واعلن القسم الاكبر منها الطلاق ًبالثلاثة ً لهذا القانون ؟؟ 
حقيقة ، نجل ونحترم تمسك رئيس الجمهورية بتطبيق الدستور وصيرورة دولة القانون ... ولكن كيف يصرف هذا الكلام على ارض الواقع في ظل تمترس كل فريق بموقعه ، حتى وان رفع ورقة التلويح بالطعن بقانون تمديد محتمل لمجلس النواب الحالي
 وكي تكتمل صورة ً البازلً ..يطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مرة جديدة ، مقدما باطلالته معطى دامغا على سوء الحال والأحوال ، وعلى الإصرار على إظهار الدولة بانها كانت دوما عاجزة ولن تقوم قيامتها في يوم من الايام . ًماذا فعلت الدولة اللبنانية واصلا ماذا تستطيع ان تفعل ً يقول نصر الله في إشارته الى تعاطي الدولة مع اللبنانيين الموجودين في منطقة القصير . السيد نصر الله الذي اعلن مفاخرا مشاركة عناصر من حزب الله في المعارك الدائرة في سوريا ، ضرب عن دراية او عن تجاهل اتفاق الطائف بعرض الحائط ، وقفز عن دراية او عن تجاهل فوق اعلان بعبدا ، مكرسا الانطباع القديم الجديد بانه هو صاحب الحل والربط على الساحة المحلية . واذا لم تفهمها من الاشارة أيها اللبيب .... فنحن نقولها لك بوضوح ..لا دولة وبالتالي لماذا العجلة في تشكيل الحكومة ...؟؟فلننتظر النهايات السعيدة لمعارك دمشق والقصير وحلب