إن الحائل دون حصول المشاورات والبقاء بالفراغ القاتل والمدمر إنما هو بسبب المواصفات التعجيزية التي يشترطها الثلاثي الحاكم ( عون – نصرالله – بري )، فما هي هذه الشروط؟
خلافا للدستور الذي اقسم يمين حمايته والمحافظة عليه، لم يدع حتى اللحظة رئيس الجمهورية الى الاستشارات النيابية الملزمة من اجل تشكيل حكومة جديدية، والتبرير لهذه الخطوة غير الدستورية هي إفساح المجال أمام القوى السياسية للمزيد من التشاور على طبيعة الحكومة المنوي تشكيلها والحصص وشكل توزيعها عليهم !
وبغض النظر عن صحة هذه الحجة الواهية والتي لا تنسجم البتة من حجم الازمة الاقتصادية وانهيار سعر صرف الليرة والجوع الذي بدأ يدق ابواب اللبنانيين، فبغض النظر عن كل هذا الواقع المؤلم الذي يجعل من أي تأخير بمثابة جريمة موصوفة ترتكب بحق لبنان واللبنانيين، فضلا عن لا دستوريتها، فإن الوقت الطبيعي لهكذا أتصالات كان يمكن أن تكون مفهومة بالايام الاولى بعد استقالة الحكومة أو بالحد الاقصى بالاسبوع الاول
بالخصوص إذا ما أخذنا بعين الاعتبار مطلب الثورة البسيط والسهل والطبيعي، وهو تكليف شخصية نظيفة وغير متورطة بالسرقات ومن خارج الاحزاب !
وعليه كان من المفترض أن نكون الآن نعيش في مرحلة ما بعد التألف، والجهود المبذولة من الحكومة الجديدة لمعالجة الازمات وكيفية الخروج منها، مع الأخذ بعين الاعتبار أن فريق رئيس الجمهورية يمتلك أكثرية نيابية تخوله الاقدام على هذه الخطوة خلال ساعات لا أكثر .
إلا أن الحائل دون حصول هذا الامر والبقاء بالفراغ القاتل والمدمر إنما هو بسبب المواصفات التعجيزية التي يشترطها الثلاثي الحاكم ( عون – نصرالله – بري )، فما هي هذه الشروط :
- أن يكون متورطا بالفساد والصفقات ولكن الناس يعتقدون أنه نظيف !
- أن يكون على علاقة وطيدة مع الاميركي ولكن الناس يعتقدون أنه ممانع.
- أن يكون على علاقة ممتازة مع الحكام العرب ولكن الناس يعتقدون أنه غير تابع.
- أن يكون على علاقة ممتازة مع نظام الاسد ولكن الناس يعتقدون أنه سيادي.
- أن يكون ايراني الهوى ولكن الناس يعتقدون انه عروبي .
- أن يكون غير متحسس من الفساد والفاسدين ولكن الناس يعتقدون بأنه سيحارب الفساد.
- أن يكون رافعا شعار محاربة الفساد لكنه يؤمن بالقضاء اللبناني.
- أن يكون خزمتشي ضعيف الشخصية ولكن الناس يعتقدون أنه رئيس حكومة
هذه الشروط والمواصفات بالاضافة لأمثالها هي التي يبحث الثلاثي الحاكم عن حاملها،( وهذا ما لن يجدوه حتما ) كمقدمة أساسية لإطلاق عملية المشاورات، وهذه هي المواصفات المطلوبة حتى يكون الرئيس العتيد مكتمل الشروط وإلا فلا مانع لديهم من ذهاب البلد الى الجحيم .