عقد مديرو مدارس ومعاهد الشبكة المدرسية لصيدا والجوار الرسمية والخاصة والأونروا اجتماعا تشاوريا في مجدليون، في حضور رئيسة لجنة التربية والثقافة النيابية النائب بهية الحريري، خصص للبحث في سبل إنقاذ العام الدراسي وتعويض الطلاب ما فاتهم بسبب ايام التعطيل القسرية مع الحرص على استمرار مشاركة الطلاب في الحراك بشكل لا يؤثر على متابعتهم للتحصيل العلمي.
الحريري
استهلت النائبة الحريري الاجتماع بكلمة ترحيبية اعتبرت فيها أن "الطلاب الذي تستقبلهم المدارس بعد 17 تشرين الأول هم غيرهم قبل هذا التاريخ"، مشددة على "دور ادارات المدارس والمعلمين في مواكبة الشخصية الجديدة لهذا الجيل".
وشددت على "أهمية إيجاد مساحات وآليات حوار وتفاعل مع الطلاب في المدارس وأن يكون هناك مواءمة بين الحرص على مستقبل الطلاب وبين مشاركتهم في الحراك والتعامل بإيجابية مع هذا الغضب الذي بداخلهم لنوصلهم الى بر الأمان من خلال انتظام العام الدراسي وتعويضهم ما فاتهم على صعيد الدراسة من دون ان نغفل حقهم في التعبير السلمي عن هواجسهم وآرائهم وتطلعاتهم واحلامهم بلبنان الذي يريدون، والذي لهم الدور الأساسي في صناعة مستقبله".
بعد ذلك، كانت مداخلات لعدد من المدراء المشاركين تناولوا فيها الظروف الاستثنائية التي تمر بها المدارس منذ بدء الحراك وكيفية تعاطيهم معها. وجرى نقاش طرحت خلاله افكار ومقترحات حول كيفية تعويض ايام التعطيل بالتوازي مع الحفاظ على مشاركة الطلاب في الحراك وتنظيم برامج وأنشطة حوارية لهم داخل المدارس.
وأكد المجتمعون "أهمية المقاربة التربوية للحراك بمنظور إيجابي والأخذ بعين الإعتبار أن هذه التجربة التي عاشها ويعيشها الطلاب منذ اكثر من أربعين يوما خلقت لديهم روحية تشاركية على مستوى الوطن كله وليس على مستوى البيت او المدرسة"، منوهين بـ"الوعي الذي أبداه ويبديه الطلاب خلال الحراك حيث أثبتوا أنهم عنصر اساسي في التغيير الذي نطمح ويطمحون اليه"، مؤكدين "ضرورة مواكبة هذا الأمر بتغيير يبدأ من داخل الادارة التربوية والهيئة التعليمية".
واعتبروا أن "المحاولات التي جرت خلال الفترة الماضية على صعيد المدارس لإنتظام التعليم ليست بوجه الحراك، ولا تعني ان هناك مدارس مع الحراك ومدارس ضد الحراك، لأن الشعارات التي ترفع والمطالب التي توضع هي مطالب الجميع وليست مطالب جهة، لكن كل واحد يتعامل معها بطريقته وله مطلق الحرية في ذلك".
وإذ أبدى المجتمعون "الحرص على أن يبقى الطلاب محافظين على مشاركتهم في الحراك"، شددوا على "أهمية أن تكون هذه المشاركة منظمة ومحددة مثلا في أيام العطلة أو بعد الدوام المدرسي وأهمية التعاون بين شركاء العملية التربوية ادارات مدارس ومعلمين ولجان أهل وطلابا من أجل إنقاذ العام الدراسي والوصول الى مساحة آمنة لمستقبل البلد والمتمثل بهذا الرأسمال البشري الموجود في المدارس".
وشددوا على أن "التعليم يشكل مساحة مشتركة لجميع المدارس ولإبداعات الطلاب وعلى أهمية تحييده عن أي انقسامات"، مؤكدين أن "الشبكة المدرسية لصيدا والجوار اعتمدت منذ تأسيسها على مبدأ واحد وهو انها تشتغل تربية وتعليم وتطوير ولا مكان للسياسة وللإنقسام السياسي فيها، وانها سطرت قصة نجاح عنوانها العدالة التربوية وديموقراطية التعليم حتى أصبحت محط أنظار على مستوى الوطن".
وجددوا في هذا السياق التأكيد على "احترام خصوصية كل مدرسة وكيف تقدم نفسها سواء كانت رسمية او خاصة او شبه مجانية أو انروا، وعلى ان الهدف من الربط بين كل مكونات الشبكة هو الحرص على الأمانة التي بين ايديهم".
وتم الاتفاق على "استمرار التنسيق والتواصل بين مدراء الشبكة من اجل مواكبة اي مستجدات متصلة بالعام الدراسي".