عمل الرئيس أحمد حسن البكر في بداية حياته مُدرّسا لكنه التحق بالكلية الحربية بعد أن قضى في وظيفة التدريس 6 سنوات أكسبته الصبر والقدرة على تحمل عدم اللمعان، وتخرج في الكلية الحربية عام 1938 (أي في العام الذي تخرجت فيه في مصر دفعتان هما دفعة الرئيس السادات في فبراير ودفعة الرئيس عبد الناصر في يوليو) وبعد أن تخرج بثلاث سنوات انضم للانقلاب المُبكّر الذي عُرف باسم ثورة رشيد عالي الكيلاني 1941، فلما فشل ذلك الانقلاب حُكم عليه بالسجن وأُجبر على التقاعد، كما حدث مثلا مع الرئيس السادات في مصر، لكن الرئيس أحمد حسن البكر لم يعد إلى الخدمة إلا في 1957 وليس في مطلع 1950 مثل الرئيس السادات أي أنه قضى 16 عاما بعيدا عن القوات المسلحة، كان الرئيس أحمد حسن البكر واحدا من الضباط الذين نفذوا انقلاب 1958 أو ما يُسمّى بثورة 1958 التي أنهت الملكية، لكنه انضم إلى ما عُرف باسم ثورة الموصل التي قادها الشواف ضد عبد الكريم قاسم (في 1959) وانتهت بالفشل ومن ثم أجبر على التقاعد في 1959 أي بعد سنتين فقط من عودته للخدمة، كانت سنة منها في السلطة.
استطاع الرئيس أحمد حسن البكر من تحت ذقن الرئيس عبد الكريم قاسم أو من وراء ظهره أن يتوافق مع القوميين العرب، وأن يجعلهم يتوافقون مع حزبه الذي هو حزب البعث كما استطاع أن يضم إلى الضباط السياسيين من القوميين والبعثيين ضباطا آخرين مستقلين، وهكذا كُتب له النجاح في انقلاب فبراير 1963 ضد عبد الكريم قاسم، وهو الانقلاب الذي أنهى حكم عبد الكريم قاسم بل وأعدمه في نفس اليوم، وأذاع إعدامه في الإذاعة، وكان أحمد حسن البكر من الدهاء والاتزان بحيث وافق على أن يكون عبد السلام عارف رئيسا للجمهورية على أن يكون هو رئيسا للوزراء وهو المنصب الذي استمر فيه 9 أشهر وعشرة أيام فقط حيث وصلت خلافات البعثيين مع عبد السلام عارف إلى نقطة اللا عودة، وأطاح عبد السلام عارف بحكومته وقدم البعثيين للمحاكمة بيد أنه أعفى الرئيس أحمد حسن البكر من العقوبات وإن أصبح الرئيس أحمد حسن البكر للمرة الثانية متقاعدا لكن الرئيس عارف أعاده نائبا له .
ومرة أخرى استطاع الرئيس أحمد حسن البكر من تحت ذقن الرئيس عبد الرحمن عارف أو من وراء ظهره أن يقود انقلابا ناجحا ويستولي على السلطة في 17يوليو 1968 وذلك بعد تغير الأوضاع العربية بعد هزيمة 1967 وضعف الموقف الفكري للقوميين، وعجز الناصريين (مرتين على الأقل )عن أن يستولوا على الحكم في العراق نجح البعث العراقي في أن يستولي على السلطة بانقلاب وبهذا الانقلاب عاد أحمد حسن البكر لا إلى السلطة فحسب بل أصبح رئيسا للجمهورية أحد عشر عاما منذ 1968 وحتى 1979 حتى تمكن الرئيس صدام حسين من إزاحته بتقارير طبية في 16 يوليو 1979 وبقي بعدها حتى توفي في 4 أكتوبر 1982 قبل مرور عام إلا يومين على وفاة الرئيس السادات الذي قضى مثله 11 عاما كاملة تماما في الرياسة، وإن كانت رياسة البكر في بدايتها ونهايتها سابقة بعامين وثلاثة أشهر على رياسة السادات، دفن الرئيس أحمد حسن البكر في مقبرة الكرخ في بغداد.