لقد ولى زمن البلطجة والإنتصارات الوهمية واليوم فإن المنتصر الوحيد هو الشعب والإنتصار الأكبر عند تحقيق المطالب.
شهدت الأيام الأخيرة الماضية ساحات الثوار ونقاط تواجدهم أبشع الإعتداءات وأقسى ما يمكن أن نتصوره بحق مجموعات مسالمة انتفضت على واقع معيشي مؤلم وطالبت بالحد الادنى من وسائل العيش الكريم وهي تصرخ بصوت كل اللبنانيين حتى أولئك الذين اقتحموا تجمعات الثوار الذين هم بلا شك من اشبان العاطلين عن العمل نتيجة الأوضاع المعيشية والإقتصادية التي تمر بها البلاد.
وأسوأ وأخطر ما في تلك المشاهد ليس ما تعرض لها الثوار فقط، بل أن ما حصل كان تحت شعار "شيعة، شيعة، شيعة" .
فظهرت هذه المجموعات لتلطخ إسم الشيعة بما يتعارض ويتناقض مع القيم والمفاهيم الشيعية، ومع أخلاقيات الطائفة السياسية والإجتماعية، وقد أساء هؤلاء إلى الشيعة في العالم وليس في لبنان فحسب.
ما يسمى بالثنائي الشيعي الذي رعى كل هذه المظاهر المسيئة لاعتبارات سياسية بدا عاجزا في السياسة فأخرج من في جعبته من أدوات البلطجة والتخريب والتنكيل فانشكف أمام اللبنانيين جميعهم وأكد المؤكد بأن كل المواقف والشعارات التي تلت ورافقت التظاهرات الشعبية كانت كاذبة، فلم يكونوا جزءا من الحراك ولم يكونوا يوما إلى جانب الحراك، ولم يكونوا يوما ضد الفساد، وكل المواقف ضد الفساد هي معارك وشعارات لا يراد منها سوى الكذب والتضليل.
وفي كل الأحوال فإن المنتصر الوحيد هي الثورة وإن الخاسر الوحيد فيما حصل هو حزب الله وحركة أمل، لقد انتصرت الثورة بالوعي والإرادة، وقد انتصر الثوار بالتزام الهدوء وكل المشاهد التي رأيناها تظهر للرأي العام حرص المتظاهرين على عدم التصادم لأن الأولويات هي للأهداف والمطالب المحقة.
أما حزب الله وحركة أمل فهم الخاسرون وكل محاولاتهم باءت بالفشل فبقيت الثورة وبقيت الساحات والهتافات مع مزيد من الإصرار على تحقيق المطالب.
لقد ولى زمن البلطجة والإنتصارات الوهمية واليوم فإن المنتصر الوحيد هو الشعب والإنتصار الأكبر عند تحقيق المطالب.