ناقشت الإعلامية بولا يقوبيان من باريس سماحة الشيخ مالك الشعار "مفتي طرابلس والشمال" على تلفزيون المستقبل، الذي أكد بأن غيابه لن يطول كثيراً عن الشمال، واعتبر بأن أي مساهمة خارجية لا تفيد لبنان وتهدّد أمن المواطنين خروجاً عن الانتظام العام الوطني، هي تحميل للوطن أكثر مما يحتمل، وخروج من نظام الدولة إلى نظام الغابة، ورأى المفتي الشعار بأن إخواننا السوريين لا يحتاجون لنصرة اللبنانيين، لأن الأعداد التي خرجت منهم إلينا تفوق عدد الجيش اللبناني، وحزب الله في سورية لتأييد النظام وليس للدفاع عن الشيعة أو مقام السيدة زينب، لأن النظام السوري ما زال في قوته ويستطيع الدفاع عن الشيعة وعن المقامات المقدسة، متمنياً لو كان خطاب السيد حسن كخطاب الشيخ صبحي الطفيلي، محذراً من تكفير الشيعة للسنة أو العكس لأن هذا سيدخلنا في نفقٍ مظلم لا نهاية له.
ورأى بأن المعركة في سوريا ليست معركة سنية ضدّ العلويين وربما كان النظام وإيران يريدونها هكذا، ولكن الحقيقة أن هناك في سورية ثورة شعب مقهور مظلوم انتفض على الظلم والعدوان. ونحن كلبنانيين لا علاقة لنا بما يحدث في سورية، وليس علينا إلا أن نحسن استقبال النازحين ونقدم لهم المساعدات اللازمة.
وأشار الشعّار إلى أن اللبنانيين جميعاً متفقون على أن يكون سلاح حزب الله في مقاومة اسرائيل، ولكن سلاح حزب الله خرج عن مشروعيته في 7 أيار واليوم في سوريا، ورأى بوجوب أن يكون ولاء كل الأحزاب في لبنان فقط للوطن لبنان لا لإيران ولا للسعودية ولا لغيرها.
واعتبر بأن ما حدث في دار الفتوى أمر مؤلم جداً وهو غريب عن قيمنا وأخلاقنا، آملاً أن يعود الجميع إلى دائرة التفاهم والحوار، متمنياً من سماحة المفتي أن يفتح صدره وقلبه وأن يجمع الجميع ويستوعبهم بحلمه المعتاد ويبقى صمام أمان دار الفتوى، وأعلن الشعّار بأنه ليس مرشّحاً وليس منافساً لأحد ولكن إذا وقع عليه الإجماع يتمنى بأن يكون عند حسن ظنهم. وقال بأنه ضد هيمنة أي أحد على أحد، وضدّ صدور أي قرار تعيين أو إلغاء، إلى أن تنتهي مشكلة انتخاب أعضاء المجلس الشرعي، وبعدها يتم تعيين المفتين في كافة المناطق.
وختم الشعار داعياً اللبنانيين إلى أن يحافظوا على قيمهم وأخلاقهم ووطنهم، محذراً من ردّات الفعل والإنتماء إلى الغرائز الطائفية والمذهبية.
حقّاً شعرنا عند الإستماع لهذا الرجل بالطمأنية المفقودة في الوقت الذي ينكّل فيه الجميع بوطنهم من جميع الجهات ويحاولون زجّه في النيران السورية متسابقين إلى الموت وإحراق الوطن ، فأعاد لنا الثقة بأن وطننا لبنان سينهض يوماً وإن طال الإنتظار...