لا شك بأن الثورة والثوار قد نجحوا بجدارة، بإبعاد كل من يحاول تحويرها عن أهدافها، فلا زالت الشعارات والاهداف والمطالب هي هي منذ اللحظة الاولى.
باعتراف حزب الله نفسه أن الايام الاولى للثورة كانت عفوية وغير منظمة وسلمية، والإعتراف الثاني المتكرر دوما من الجميع وحتى من خصومها أن مطالب الثورة صحيحة ومحقة.
هذه الإعترافات وبعيدا عن تحليلاتها هي منطلق يجب أن يبنى عليه ومن غير المنطقي تبدل أصحابها تحت عناوين مختلفة وذرائع واهية، ليس أقلها محاولات أطراف خارجية أو داخلية عندها أجندات خاصة تحاول التسلق على الثورة وحرفها عن مسارها التي رسمته هي.
مخاوف خصوم الثورة بشكل عام وحزب الله بشكل خاص كانت لتكون موضوعية ومنطقية لو أن اتهام الثورة "بالتآمر" كانت من اللحظة الاولى، وأن الثورة انطلقت بقرار سياسي أو بطلب من قوى خارجية، فهكذا تكون المؤامرات من اللحظة الاولى، أما الحديث عن محاولات التسلق وركوب الموجة فهذا أمر أكثر من طبيعي ومفتوح حتى عند شهية كل خصومها، ليبقى السؤال الحقيقي هو هل حقق هذا المتسلق أهدافه أم لا؟ فهنا يكون النقاش أكثر دقة وموضوعية.
لا شك بأن الثورة والثوار قد نجحوا بجدارة، بإبعاد كل من يحاول تحويرها عن أهدافها، فلا زالت الشعارات والاهداف والمطالب هي هي منذ اللحظة الاولى، محاربة الفساد، محاكمة الفاسدين، حكومة نظيفة برئاسة جديدة نظيفة، أما ما تبقى فلا تعدو أكثر من تفاصيل هامشية.
لم تتوقف السلطة عن محاولات شيطنة الثورة وإدخالها في زواريب لا تعنيها أصلا، تطيف تسييس مذهبة والادهى من هذا وذاك هو المحاولات الاخيرة بإدخال الثورة في الصراع الدولي الاميركي الروسي، والحديث عن احتضان أميركي (فيلتمن) من جهة، وتغطية روسية (لحزب الله) بقرار قمع الثورة بالقوة !!!
أعتقد أن الثورة والثوار استطاعوا اسقاط فيلتمن وإدارته من محاولة التسلق على اكتاف الثورة، واكثر من ذلك فإن التحسس العالي والكبير الذي أبداه الثوار بالساحات أو على صفحاتهم من التدخل الاميركي السافر وغير المرحب به أن يقطعوا الطريق على مثل هذه المحاولات الفاشلة مستقبلا، وذهب الثوار الى أكثر من ذلك باعتبار أن تصريحات فيلتمن وتوقيته إنما يصب في خدمة خصوم الثورة وتصنيف فيلتمن بالمتآمر عليهم، (كلن يعني كلن وفلتمن واحد منن).
أما بالموضوع الروسي، وما تسرب من أخبار تتحدث عن رغبة روسية تصل الى حد الطلب من حزب الله تحديدا قمع الثورة وبالايجاء عن اتفاق روسي – ايراني – حزب الله على استعمال القوة لانهاء الثورة (مقال غادة درغام) ! وهنا تحديدا لا بد من تذكير حزب الله مرة جديدة بأن " المؤامرة " الحقيقية أن وجدت فهي من الجانب الروسي ( حليف اسرائيل الاول ) لأن المعلومات ومن مصادر مطلعة تقول بأن الهدف الاسرائيلي هو إقحام حزب الله وجعله رأس حربة أول في وجه الشعب اللبناني، ليتحول من حزب رافع لواء حماية اللبنانيين الى حزب حامي للطغمة الفاسدة وبالتالي يتحول الى عدو رقم واحد عند الشعب اللبناني الموجوع والمنتفض والذي لم يكن على أجندته مواجهة حزب الله أصلا.
في خلاصة القول يمكن الجزم بأن الاميركي تلقى صفعة من الثورة بإفشال محاولات تسلقه عبر تصاريح كاذبة تدعي دعم الثورة، يبقى أن الروسي أيضا يحاول التسلق ولكن عبر قمع الثورة من اجل توريط الحزب وخلق فوضى يتسرب من خلالها كداعم للسلطة واستمرارها على حساب حزب الله الذي سيدفع الثمن بعد مرحلة تسلّله الى اللعبة اللبنانية تماما كما فعل ويفعل في سوريا، وعلى حزب الله الحذر من الوقوع بهذا الفخ الخبيث، وترك الساحة للمواجهة الحقيقية بين السلطة الفاسدة والشعب المنتفض لأن المفروض أن المعركة ليست معركته وان يكرر تجربته مع الروسي في سوريا، لأن المؤمن لا يلدغ من الروسي مرتين.