ولم يكن ممكناً تنظيم عرض هذا العام في مكانه التقليدي بوسط بيروت بسبب اعتصام احتجاجي يحتل المنطقة. وينظم المحتجون احتفالاً مدنياً آخر في وقت لاحق اليوم.
وعرض يوم الاستقلال المحدود يعكس الحالة المزاجية للأمة. إذ يواجه لبنان أخطر أزماته السياسية والاقتصادية منذ سنوات، حيث سيطرت الاحتجاجات المناهضة للحكومة على البلاد منذ منتصف أكتوبر.
جمود بين كبار القادة
وأدى الجمود بين كبار القادة إلى فشل تشكيل حكومة، بعد ثلاثة أسابيع من استقالة رئيس الوزراء، سعد الحريري. ورفض معظم هؤلاء القادة الاستجابة لمطالب المحتجين بتشكيل حكومة اختصاصيين، خارج إطار اتفاق تقاسم السلطة القائم على أساس طائفي.
وحافظ الحريري على تعبير صارم خلال العرض العسكري، بينما تبادل الرئيس ميشال عون ورئيس البرلمان نبيه بري الابتسامات. وتبادل القادة بضع كلمات خلال العرض الذي استمر 30 دقيقة للجنود. لم يكن هناك عرض للدبابات أو المروحيات ولم يكن هناك شخصيات أجنبية حاضرة.
وغادر بري وعون على الفور بعد انتهاء العرض العسكري، في حين أن الحريري كان يتجول لمدة أطول بتبادل الكلمات مع قائد القوات المسلحة اللبنانية.
ونقلت قناة "إل.بي.سي" اللبنانية عن وزير الدفاع اللبناني في حكومة تصريف الأعمال، إلياس بوصعب، قوله: "نحن بقلب الأزمة والاتصالات قائمة حريصون على أن تتشكل الحكومة بشكل سريع، وقدمنا كل التسهيلات المطلوبة". وأضاف "هناك مطالب محقة وعلينا العمل لتحقيقها وثمة من يستغل بالسياسة الحراك للمفاوضات لتشكيل الحكومة ولتحسين بعض المواقف".
ونقل موقع مستقبل ويب عن مصدر قيادي في تيار المستقبل رداً على تصريحات وزير الدفاع إلياس بوصعب بشأن الحريري "ما يؤخر التكليف والتأليف هو التمادي في إنكار المتغيرات التي استجدت على الساحة الوطنية"
حوار وحيد
وقبل ذلك بيوم، قال عون إن الإجماع على تشكيل حكومة ما زال بعيد المنال بسبب "التناقضات التي تسيطر على السياسة اللبنانية". كما أخبر المتظاهرين أن "الحوار الوحيد هو الطريق الصحيح لحل الأزمات".
وفي إشارة غير جيدة، أشعل مجهولون النار في قبضة كبيرة من الورق المقوى في وسط مخيم الاحتجاج في بيروت، الذي بات رمزاً للانتفاضة، القبضة كان عليها كلمة "ثورة".
وأظهرت تسجيلات مصورة وصور متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي النار المشتعلة في القبضة فجر الجمعة. سرعان ما حاول المتظاهرون في الميدان إخماد الحريق. وقام متظاهر واحد بإثارة رفع قبضته في الهواء إلى جانب الدمية المتفحمة. وذكرت وسائل الإعلام المحلية أن المتظاهرين يعدون دمية جديدة ليتم تثبيتها خلال موكب يوم الاستقلال الذي ينظمونه.
وبدأت المظاهرات على مستوى البلاد في 17 أكتوبر/ تشرين أول ضد ضرائب جديدة على استخدام تطبيق الرسائل المشفرة واتس آب، وسط اقتصاد متدهور. ويطالب المتظاهرون الآن بإسقاط النخبة السياسية التي أدارت البلاد منذ انتهاء الحرب الأهلية بين عامي 1975 و 1990.