يعتبر العلامة الفقيه سماحة السيد علي الأمين أن المصدر الاساسي لدعوة التقريب بين المذاهب الاسلامية هو القرآن الكريم الذي لا يأيته الباطل من بين يديه ولا من خلفه ,وقد جاء الحث على التقريب في آيات عديدة وسور ومختلفة في القرآن الكريم ومنها قوله تعالى على سبيل المثال : ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ).
ويرى سماحته أن التقارب لم يعد مصدراً من مصادرالقوة بين الأمم والشعوب فحسب بل أصبح في مفهوم العصر مصدراً من مصادر الغني والثرورة الفكرية والحضارية لمصلحة البشرية جمعاء كما أنه عنوان من عناوين الرقي والتقدم الذي يساهم في تطور المجتمع البشري وسيره نحو حياة مستقرة وآمنة .
ويشير سماحة السيد الأمين إلى أن المقصود من دعوة التقريب بين المذاهب هو البحث عن القواسم المشتركة للانطلاق منها في إزالة الغربة بين المذاهب هذه الغربة التي حصلت بفعل المسائل الخلافية مع أن المسائل الخلافية هي قليلة جداً مقارنة بالمسائل المتفق عليها بين المسلمين والتي تشكل في رأي سماحة السيد الأمين أهم الركائز والاسس في عملية التفاهم والانفتاح بين المذاهب والشعوب.

دعوة التقريب بين المذاهب:
لفت سماحة الفقيه السيد علي الأمين إلى أن المقصود من الدعوة إلى التقريب بين المذاهب هو العيش فيما بينها ضمن تعددية فكرية تحترم الآخر وتقبل به كما هو دون سعي للإلغاء أو فرض للآراء, ويعتبر سماحته أن اختلاف الآراء وتغاير الافكار والانظار في فهم الشريعة وأحكامها أمر مشروع وله مبرراته التي على الجميع القبول بها ما دامت منطلقة من الإجتهاد المشروع وما دامت على ضوء الكتاب والسنة .

التعددية الفكرية:
ويرى سماحة العلامة الأمين في إحدى مطالعاته حول التقريب بين المذاهب الاسلامية أن التعددية الفكرية تنطلق في الاصل من منبع واحد يتمثل في كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ويتمثل أيضاً بالسنة النبوية الشريفة التي امر الله سبحانه بها كما جاء في قوله تعالى:
(ما آتاكم الرسول فخذوه ومانهاكم عنه فانتهوا) كما أن هذه التعددية وكما يراها سماحة السيد الأمين تعدّ مصدراً للاجتهادات المختلفة والتي تأخذ منها شرعية القبول من خلال القواسم المشتركة والاهداف الموحدة التي يجمعها السعي للوصول إلى احكام الله سبحانه وتعالى ويعتبر العلامة الأمين أن اختلاف الآراء وتعددها لا يوجب الخروج من ساحة الاستنباط المشروعة كتاباً وسنة كما لا يوجب اختلاف المجتهدين داخل المذهب الواحد الخروج عن دائرة المذهب والاسلام رغم تباعد آرائهم وتباينها.
ويقول سماحة السيد الأمين ولا يجوز أن يكون هذا الاختلاف في هذه المسألة أو تلك موجباً للخروج عن دائرة الاسلام ما دام اجتهاداً في دائرة الكتاب والسنة لمعرفة حكم الله سبحانه وتعالى.
يتبع