عادة ما يلجأ المرء إلى إجراء تحليل ‫لصورة الدم في إطار الفحص الطبي الشامل أو قبل التدخلات الجراحية، غير ‫أن هذا التحليل يتضمن العديد من الاختصارات المبهمة مثل (LDL) أو (GPT) أو (‫RBC)، والتي يصعب تفسير مدلولها على الشخص العادي.
 
وإذا أظهرت نتائج تحليل صورة الدم أن إحدى القيم أو أكثر خارج النطاق ‫الطبيعي فلا داعي للقلق أو الذعر لأن قيم الدم عرضة للتقلبات، ‫ولذلك فإنه يتعين عدم الاعتماد فقط على نتائج تحليل صورة الدم، ولكن يجب ‫استشارة الطبيب المعالج بشأن مدلول كل قيمة.
 
وفيما يلي لمحة سريعة على ‫أهم الاختصارات وقيمها، ونشير هنا إلى أنها للاسترشاد فقط، وقد تختلف القيم من مختبر إلى آخر ومن دولة لأخرى، وأيضا حسب العمر والجنس والحالة الصحية، وحسب الإرشادات الطبية من دولة إلى أخرى أو من نظام صحي لآخر.
 
‫الدهون في الدم‫:
‫تشتمل الدهون في الدم على مكونات عدة، ومنها الكوليسترول، وهناك بروتين ‫دهني منخفض الكثافة ويسمى كوليسترول (LDL)، وبروتين دهني عالي الكثافة ‫ويعرف باسم كوليسترول (HDL).
 
‫ويعمل البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) على إمداد الجسم بالكوليسترول ‫الذي يتم إنتاجه في الكبد، في حين يقوم البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL) ‫بنقل الكثير من الكوليسترول إلى الكبد.
 
‫وأوضح عضو الرابطة الألمانية لأطباء المختبرات ماتياس أورت أنه "كلما انخفضت قيم الكوليسترول كان ذلك أفضل".

والتالي القراءات للدهون في الدم:

الكوليسترول الكلي في الدم، ويوصى بأن يكون مستواه أقل من 200 مليغرام/ديسيلتر لأن ارتفاعه يرتبط بمخاطر صحية مثل تصلب الشرايين وأمراض القلب.
الكوليسترول الجيد، ويعرف أيضا بالبروتين الدهني العالي الكثافة (HDL)، وهذا النوع جيد لأنه ينقل الكوليسترول من أعضاء الجسم إلى الكبد الذي يتولى تخليص الجسم منه، ويوصى بأن يكون مستوى هذا النوع من الكوليسترول أكثر من 40 مليغراما/ديسيلتر، ويفضل أن يكون 60 مليغراما/ديسيلتر أو أعلى.
الكوليسترول السيئ، ويعرف أيضا بالبروتين الدهني المنخفض الكثافة (LDL)، وهذا النوع سيئ لأنه يقود إلى تراكم الكوليسترول في جدران الشرايين، مما يقود إلى تصلبها ويسبب أمراض القلب، ويوصى بأن يكون مستواه أقل من 100 مليغرام/ديسيلتر.
الدهون الثلاثية، وهي نوع من الدهون الموجودة في الجسم، ومصدرها الرئيسي الطعام، والكبد هو من يحول الدهون إلى دهون ثلاثية، وارتفاع نسبتها يرتبط بمخاطر صحية، لذا يوصى بأن يكون مستواها أقل من 150 مليغراما/ديسيلتر.
الغلوكوز‫
‫يعرف الغلوكوز أيضا بنسبة السكر في الدم، وعادة ما يتم قياسه على معدة خاوية، وقال الطبيب الألماني ماتياس أورت "يتم تشخيص الإصابة ‫بمرض السكري عندما تزيد نسبة السكر في الدم أثناء الصيام عن 126 مليغراما/ديسيلتر مرات عدة".

‫وتشير قيمة السكر الصائم بين 100 و125 مليغراما/ديسيلتر إلى وجود ‫اضطراب في تحمل الغلوكوز (ما قبل السكري)، وهذا يعني تزايد خطر الإصابة بمرض السكري ‫مستقبلا، علاوة على أن القيم المنخفضة للغلوكوز بشكل متكرر تدل على ‫انخفاض سكر الدم، وهو ما يستلزم إجراء طبيا سريعا لأن ذلك قد يشكل خطورة ‫على الحياة.

وظائف الكلى
عادة ما يتم فحص اليوريا والكرياتينين أثناء إجراء تحليل صورة الدم، ‫وتتراوح القيمة الطبيعية لليوريا بين 7 و20 مليغراما/ديسيلتر.

‫أما القيمة الطبيعية للكرياتينين فتبدأ من 0.66 إلى 1.09 مليغرام/ديسيلتر (النساء)، ومن 0.84 إلى 1.44 مليغرام/ديسيلتر (الرجال).

‫وإذا زادت القيم عن ذلك فإنها عادة ما تشير إلى وجود خلل وظيفي في ‫الكلى.

‫‫كريات الدم الحمراء‫
‫يشار إلى كريات الدم الحمراء في نتائج التحاليل ‫بالاختصار (RBC) أو (ERY)، وتعتبر كريات الدم الحمراء هي المسؤولة عن حمل ‫الأكسجين عبر الجسم، وتتراوح القيم الطبيعية لكريات الدم الحمراء لدى ‫الرجال بين 4.3 و5.6 ملايين لكل ميكروليتر، ولدى النساء تبدأ القيم ‫الطبيعية بين 4.0 و5.4 ملايين لكل ميكروليتر.

‫وأوضح ماتياس باستيجكيت أنه "إذا كانت قيم كريات الدم الحمراء أعلى ‫من ذلك فهذا يعني انخفاض نسبة الأكسجين في الدم". وينجم عن ذلك ‫الإصابة بأمراض القلب والرئة، وقد يرجع ارتفاع القيم إلى الاستهلاك ‫الكثيف للتبغ.

وعلى الجانب الآخر، قد تشير القيم المنخفضة لكريات الدم ‫الحمراء إلى نقص الحديد، علاوة على أنها قد تكون مؤشرا للإصابة بأحد ‫أمراض الأورام.

‫الصفائح الدموية‫
يشار إلى الصفائح الدموية في تحليل صورة الدم بالاختصار (PLT) أو (‫TRHO)، وهي عبارة عن صفيحات صغيرة على شكل قرص في الدم، وتظهر أهمية ‫الصفائح الدموية أثناء تخثر الدم، وتتراوح القيم الطبيعية لنسبة الصفائح ‫الدموية في الدم بين 150 و400 ألف لكل ميكرولتر لدى النساء والرجال.

وعادة ما يشير ارتفاع نسبة الصفائح الدموية إلى الإصابة بعدوى خطيرة، ‫وتعد قيم الصفائح الدموية من المؤشرات المهمة على الإصابة بالأمراض، كما ‫أن النسب المنخفضة للصفائح الدموية يمكن أن تشير إلى نقص الحديد أو ‫فيتامين "ب12" أو فقر الدم أو اللوكيميا.

‫الهيموغلوبين‫
‫الهيموغلوبين هو عبارة عن صبغة الدم الحمراء، ويشار إليه ‫بالاختصار (HGB) أو (HG)، وتتمثل مهمته في ربط الأكسجين وثاني أكسيد ‫الكربون في الدم، وتتراوح القيم الطبيعية للهيموغلوبين لدى الرجال بين 14 ‫و18 غراما لكل ديسيلتر، في حين تتراوح القيم لدى النساء بين 12 و16 غراما لكل ديسيلتر.

‫وإذا انخفضت نسبة الهيموغلوبين عن ذلك فإنها تشير حينئذ إلى الإصابة ‫بفقر الدم بسبب نقص الحديد، أما في حال ارتفاع نسبة الهيموغلوبين ‫فيتزايد خطر الإصابة بالسكتات الدماغية.

‫الهيماتوكريت‫
‫تشير قيم الهيماتوكريت إلى نسبة المكونات الصلبة والسائلة في الدم، ويشار إليها بالاختصار (HCT) أو (HKT) أو (HK)، وتتراوح القيم ‫الطبيعية لنسبة الهيماتوكريت بين 40 و52% لدى الرجال، وبين 37 و45% ‫لدى النساء.
 

‫وتشير القيم المرتفعة إلى تغلظ الدم، وبالتالي ينشأ خطر الإصابات بجلطات ‫الدم مع تزايد خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية، كما أن ‫القيم المنخفضة للهيماتوكريت تشير إلى الإصابة بفقر الدم.