عمّت الاحتجاجات أغلبيّة المناطق والمحافظات الإيرانيّة، منذ يوم الجمعة الفائت، حيثُ اتّخذت منحى سياسيًّا مع اصرار المحتجّين على تنحي كبار رجال الدين عن الحكم في البلد.
من جهتها، توعّدت السلطات الإيرانيّة في البلاد بتصعيد إجراءاتها الأمنيّة، وتنفيذ عقوبة تصلُ إلى الإعدام بحقّ المحتجّين.
وكانت الحركات الشعبيّة قد انطلقت إثر الإعلان عن توزيع البنزين بالحصص، وزيادة سعره بنسبة 50 في المئة على الأقل.
وفي حديثٍ مع موقع "لبنان الجديد"، أكّد الناشط والصحافي الأحوازي، محمد مجيد الأحوازي، اليوم الثلاثاء، سقوط 200 قتيل خلال مدّة الاحتجاجات، وفق ما نقلت له المعارضة الإيرانيّة في أرقام رسميّة، أمّا اليوم فقد سقط 7 قتلى في المحمّرة (جنوبي غرب إيران)، ورفضت السلطات الإيرانيّة تسليم جثّة أحد القتلى والذي يُدعى ابراهيم العموري لكيّ لا يكون له مأتم شعبيّ.
ووفق الأحوازي:" إنّ الوضع الاقتصادي في ايران متدهور جدًّا الآن"، مؤكّدًا أنّ هناك قمعًا متزايدًا إلى جانب التهميش وانتشارالبطالة والفقر في البلاد، هناك قمع متزايد".
واستطرد:"من يُراقب الوضع الداخلي في إيران يُدركُ جيّدًا أنّ هناك غضبًا بسبب الغلاء المعيشي والتدهور في القطاع الصحّي، التعليمي والمواصلات".
ولدى سؤالنا عن سبب الغضب الإيراني، أجاب:"هذا الغضب الإيراني كان يحتاجُ إلى شرارة لينفجر، فارتفاع أسعار المحروقات كانت الشرارة التي أشعلت الغضب الموجود أساسًا لدى الشعب الإيراني خصوصًا وأنّ الشعب الإيراني يرى أنّه يملك ثروات في بلاده ولكنّ هناك فقر وبطالة ويتمّ تصدير ثروات إيران إلى الخارج والى قضايا لا تمت للشعب الايراني بِصِلة".
وقال:"كُنّا نتوقّع حصول هذه الاحتجاجات بسبب الظروف الاقتصاديّة، ناهيك عن قمع الحريّات الخاصّة وقمع حريّة المرأة الإيرانيّة".
وشدّد الأحوازي خلال تصريحه، على أنّ الاحتجاجات التي تشهدها الآن إيران تُعدُّ الأولى من نوعها ولاسيّما وأنّها تعمُّ جميع المناطق الإيرانيّة من الشمال والجنوب فهناك زخم ثوري بكلّ ما للكلمة من معنى".
وقارن الأحوازي:"في العام 2005 كانت الاحتجاجات تُختصر في منطقة الأحواز (شمال غرب إيران)، أمّا في عام 2009 فكانت الاحتجاجات تُختصر على تيّار الإصلاحيين (التابع للرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي) وشاركت فيها بعض الحركات الطالبيّة، أمّا اليوم فخرجت كلّ المحافظات والأقاليم للمُشاركة في الاحتجاجات، وفي طهران هناك إضرابات كما أقفل بازار طهران (سوق طهران الكبير) والذي كان قادرًا على إسقاط شاه إيران عام 1980.
وعن المحرّكات الأساسيّة التي قادرة على تغيير إيران، ردّ:"المرتكزات عدّة كانت المحرّك الأساسيّ في تغيير إيران من بينها رجال الدين إضراب البازار ورجال الأعمال والحركة النسويّة واليسار الإيراني".
ورأى الأحوازي أنّ المعطيات الميدانيّة وحجم المُشاركة، تدلّ اليوم على العزيمة واستمرار الاحتجاجات خصوصًا وأنّ المدن و القرى الصغيرة انخرطت في التظاهرات، بالرغم من قمع الحراك الثوري.
وعن استخدام العنف، قال:"من المُمكن التجارب السابقة أن تُخبرنا أنّ السلطات الإيرانيّة والتي هي بيدّ الحرس الثوري الإيراني لن تتراجع أمام مطالب الشعب الإيراني بسهولة ولاشك انّها ستسخدم اساليب و طرقًا عدّة لقمعها فبعض المناطق تُقطع عنها الانترنت لاحتواء الحراك وموضوع اعتقال النشطاء كـَ اصفهان والمحرة والاحواز مثل كما شاهدنا في الايام الفائتة ".
وحول تأثّر الساحة اللّبنانيّة والعراقيّة، في ظلّ هذه الاحتجاجات قال:"طبعًا توسّع رقعة الاحتجاجات في ايران سيؤثر على الميدان في العراق و لبنان لأنّ موازين القوى ستتغيّر والميليشيات ستشعرُ بالتراجع وإيران ستلتهى في الداخل و سيكون موقفها ضعيفًا جدًّا كذلك قرارها خصوصًا في موضوع حزب الله والدعم سيخفّ لأنّ حجم الاحتجاجات في إيران بحاجة إلى تركيز كبير، أمّا في سوريا هناك اعتبارات عدّة.