وأوضح البيان أن “جبران باسيل هو من اقترح، وبإصرار، مرتين اسم الوزير الصفدي، وهو ما سارع الرئيس الحريري إلى إبداء موافقته عليه، بعد أن كانت اقتراحات الرئيس الحريري بأسماء من المجتمع المدني، وعلى رأسها القاضي نواف سلام، قد قوبلت بالرفض المتكرر أيضا. ولا غرابة في موافقة الرئيس الحريري على ترشيح الوزير الصفدي الذي يعرف القاصي والداني الصداقة التي تجمعه به والتي جرت ترجمتها في غير مناسبة سياسية”.
واعتبر “أن سياسة المناورة والتسريبات ومحاولة تسجيل النقاط التي ينتهجها التيار الوطني الحر هي سياسة غير مسؤولة مقارنة بالأزمة الوطنية الكبرى التي يجتازها بلدنا، وهو لو قام بمراجعة حقيقية لكان كفّ عن انتهاج مثل هذه السياسة عديمة المسؤولية ومحاولاته المتكررة للتسلل إلى التشكيلات الحكومية، ولكانت الحكومة قد تشكلت وبدأت بمعالجة الأزمة الوطنية والاقتصادية الخطيرة، وربما لما كان بلدنا قد وصل إلى ما هو عليه أساسا”.
وكان الحريري قد ربط تكليفه مجددا بتشكيل حكومة بجملة من الشروط من بينها خروج الأصوات النافرة في إشارة إلى رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، الذي يتولى حاليا حقيبة الخارجية في حكومة تصريف الأعمال.
وردّ التيار الوطني الحر على بيان الحريري بالقول، “أصبح واضحا أن سياسة الرئيس الحريري لا تقوم فقط على مبدأ ‘أنا أو لا أحد’ على رأس الحكومة، بل زاد عليها مبدأ آخر وهو “أنا ولا أحد” غيري في الحكومة، وذلك بدليل إصراره على أن يترأس هو حكومة الاختصاصيين.
ودعا التيار الوطني الحر الحريري إلى “التعالي عن أي خصام سياسي، خاصة وأنه يفتعله معنا على قاعدة ‘ضربني وبكى، سبقني واشتكى’، فقد ‘فعل فعلته وسارع إلى الإعلام’، ولذا ندعوه أن يلاقينا في الجهود للاتفاق على رئيس حكومة جامع لكل اللبنانيين”.
ويثير هذا الكباش الحاصل بين المستقبل والتيار الوطني الحر الخشية من استمرار الأزمة، في ظل وضع اقتصادي لا يحتمل المزيد من التأجيل. وقال مصدر سياسي كبير، “وصلنا إلى طريق مسدود الآن. لا أعرف متى ستنفرج الأوضاع ثانية. الأمر ليس سهلا… والوضع المالي لا يتحمل”. ووصف مصدر سياسي ثان جهود تشكيل حكومة جديدة بأنها عادت إلى نقطة الصفر”.
وعلى قاعدة “اشتدي أزمة تنفرجي” اعتبرت أوساط أخرى متابعة أن فرص الخروج باتفاق تبقى واردة، خاصة مع قناعة متزايدة حتى لدى التيار العوني بأنه لا مناص من القبول بالحريري رئيسا للوزراء، في ظل اعتكاف باقي المرشحين المفترضين عن القيام بهذه الخطوة، بالنظر إلى ما آل إليه الوضع مع الصفدي.
ويذكر مصدر مطلع أن لا أحد في الخارج، بما في ذلك الولايات المتحدة، يريد التدخل بجدية لوقف مسلسل الانهيارات في لبنان، لكن واشنطن تأمل في أن تنجح الانتفاضة في فرض حكومة خالية من حزب الله.