مرض سرطان الدم هو أحد أنواع السّرطانات التي تُصيب خلايا الدّم والأنسجة المُنتِجة لها كنخاع العظم. ففي جسم الإنسان تتكون خلايا الدّم في نخاع العظم كخلايا جذعيّة وتبدأ بالنّضوج لاحقاً لتُشكّل مُختلف مُكوّنات الدّم (كخلايا الدم الحمراء، وخلايا الدم البيضاء، والصّفائح الدمويّة) وتنتقل بعدها إلى مجرى الدّم.

مّا في الشّخص المريض بسرطان الدّم يبدأ نُخاع العظم بإنتاج أعداداً أكبر نسبيّاً من خلايا الدم البيضاء غير الطبيعيّة التي تدخل مجرى الدم وتبدأ بمُزاحمة خلايا الدم السّليمة، وبذلك تؤثّر عليها وتمنعها من القيام بوظائفها بالشّكل المطلوب.

أنواع سرطان الدم 
1- سرطان الدّم الحادّ: إذ تنمو فيه الخلايا السرطانيّة بسرعة كبيرة جدّاً، وقد يُهدّد هذا المرض حياة المريض بدرجة كبيرة، ففيه يُنتِج نُخاع العظم أعداداً كبيرةً من خلايا الدم البيضاء غير النّاضجة والشّاذة والتي تدخل إلى مجرى الدم، وتعمل هذه الخلايا غير النّاضجة على مُزاحمة الخلايا الطبيعيّة في مجرى الدّم وبالتّالي تعطيل وظيفتها في مقاومة العدوى أو إيقاف النّزيف أو منع حدوث فقر الدّم، ممّا يجعل جسم المريض ضعيفاً جدّاً وغير مُحصّن ضد العدوى والأمراض المُختلفة. 

2- سرطان الدّم الليمفاويّ الحادّ. 

3- سرطان الدم النقيانيّ (النخاعيّ) الحادّ. 

4- سرطان الدم المزمن: فعلى العكس من السّرطان الحادّ، يتطوّر هذا النوع ببُطء ويتفاقم بالتّدريج، ولا تظهر الأعراض فيه إلا بعد مرور فترة طويلة، وفي بعض الأحيان يتمّ تشخيص سرطان الدّم المزمن صدفةً من خلال إجراء الفحص الروتينيّ دون ظهور أيّة أعراض؛ وهذا لأنّ الخلايا السرطانيّة في هذه النّوع تكون ناضجة بشكل كافٍ، فلا يكون هناك أيّة اختلاف في الوظائف بينها وبين الخلايا الطبيعيّة قبل أن يبدأ السّرطان بالتّفاقم. 

وهناك نوعان رئيسان لسّرطان الدّم المزمن: 

- سرطان الدّم الليمفاويّ المُزمن. 
- سرطان الدّم النقيانيّ (النخاعي) المُزمن.

ماهي أعراض فقر الدم؟

أعراض الإصابة بسرطان الدم 
تختلف أعراض سرطان الدم وفقاً لنوعه حادّاً كان أم مزمناً، فيُسبّب سرطان الدّم الحادّ أعراضاً تُشابه أعراض الإنفلونزا، ويُعاني منها المريض بشكل مُفاجئٍ في غضون أيّام أو أسابيع، أما النّوع المُزمن منه فيُسبّب عادةً أعراضاً قليلةً أو من المُمكن ألّا يُسبّب أيّة أعراض، وتنشأ فيه كافة العلامات والأعراض بشكل تدريجيّ، وعادةً ما يشكو مَرضى النّوع المُزمن من سرطان الدّم بأنّهم لا يشعرون بالمرض. ومن الممكن أن تنتج الكثير من أعراض سرطان الدّم من حالات مرضية أخرى، ولا يُشترط اجتماع الأعراض عند مريض واحد، وعليه تجب مراجعة الطبيب إذا وُجِدَت الأعراض الآتية:

- الإعياء والإرهاق الشّديدين. 
- إحساس عام بالمرض أو بعدم الارتياح. 
- فقدان الشهيّة ونقصان الوزن. 
- ارتفاع حرارة الجسم. 
- صعوبة التنفّس وشحوب لون البشرة. 
- تسارع دقّات القلب. 
- الوهن والضّعف. 
- الشّعور بالدّوخة. 
- الإصابة بالرّضوض بشكل أسرع. 
- نزف الأنف بشكل مُتكرّر، ونزف اللّثة كذلك. 
- حدوث نزيف في منتصف الدّورة الشهريّة، وقد تنزف بشدّة في بدايتها. 
- ظهور بُقع حمراء صغيرة تحت الجلد بسبب النّزيف. 
- حدوث التهابات مُتكرّرة في الرّئتين، والمسالك البوليّة، واللّثة، وحول فتحة الشّرج.
- الغثيان والقيء. 
- الشّعور بآلام في الرّأس. 
- التهاب الحلق. 
- التعرّق الشّديد ليلاً. 
- الشعور بآلام في العظام والمفاصل. 
- تضخّم الغدد اللمفاويّة في الرّقبة وتحت الإبط والفخذ وغيرها.
-  الشّعور بأوجاع أو امتلاء في البطن. 
- تغيّرات في الرّؤية، أو ظهور تقرُّحات في العينين. 
- تورّم الخصيتين. 
- ظهور ما يسمى بالكلوروما؛ وهو تجمّع الخلايا السرطانيّة تحت الجلد أو في أيّ مكان آخر من الجسم. 
- ظهور تقرّحات ورديّة اللّون بمُختلف الأشكال. 
- مُتلازمة سويت: إذ تُصاحب هذه المُتلازمة سرطان الدّم، وتُسبّب ارتفاع درجة حرارة الجسم، وظهور تقرُّحات مُؤلمة في مُختلف أجزاء الجسم.

 

العوامل التي تزيد من فرصة الإصابة بسرطان الدّم 
- المُعاناة من اضطرابات جينيّة معيّنة؛ مثل مُتلازمة داون المُرتبطة بازدياد فرص الإصابة بسرطان الدّم. 
- التعرّض لمُختلف أنواع الأشعّة وبمستويات عالية. 
- التّدخين، إذ وُجِدَ أنّ للتّدخين علاقة بالإصابة بسرطان الدّم النخاعيّ الحاد. 
- التعرّض لمادة البنزين المُستخدمة بكثرة في الصّناعات الكيميائيّة. 
- تناول أنواع مُعيّنة من الأدوية المُستخدَمة كعلاج كيميائيّ، مثل إيتوبوسايد، والأدوية المعروفة باسم العوامل المؤلكلة. 
- المُعاناة من مُتلازمة خلل التّنسج النقويّ أو أيّة أنواع أخرى من اضطرابات الدّم، إذ تزيد عندها فرصة الإصابة بسرطان الدّم النقيانيّ الحادّ. 
- وجود إصابات بسرطان الدّم في العائلة.

الحالات الطارئة المرتبطة بسرطان الدم 
- مُتلازمة تحلّل الورم: ويحدث هذا في حال خضوع المريض للعلاج الكيميائيّ لتدمير الخلايا السرطانيّة، ولكنّها تموت بسرعة كبيرة بحيث لا يَعُد بمقدور الكِلى التخلّص من المواد النّاتجة من تحلّل الخلايا السرطانيّة. 

- مُتلازمة الوريد الأجوف العلويّ: وتحصل عند تفاقم المرض في الغدة الزعتريّة، ممّا يُسبّب كبر حجمها وإغلاق المجاري الهوائيّة. 

- التخثّر المُنتشر داخل الأوعية: حيث يحدث تخثّر واسع للدّم داخل الأوعية الدمويّة المصحوب بالنّزيف.

أعراض سرطان الدم عند الأطفال 
1- سهولة النزف والتعرض للكدمات: فقد تبيّن أنّ الأطفال المصابين باللوكيميا أو سرطان الدم أكثر عرضة للنزف بعد الإصابة بجروح طفيفة أو رُعاف، ويعزى السبب في ذلك إلى نقص عدد الصفائح الدموية، وقد وُجد أنّ الأمر لا يقتصر على النزف المفرط في حال التعرض للجروح، وإنّما كذلك قد تتعرّض الأوعية الصغيرة داخل الجسم للنزف، وهذا ما يؤدي إلى ظهور كدمات على شكل بقع في أجزاء الجسم المتأثرة بهذه المشكلة. 

2- ألم المعدة وفقدان الشهية: وقد فسّر الباحثون معاناة الطفل المصاب بسرطان الدم من ألم المعدة ببيان أنّ هناك عدد من أعضاء البطن الداخلية التي تنتفخ وتزداد في الحجم، ومنها الطحال، والكليتين، والكبد، وذلك نتيجة لتراكم خلايا الدم السرطانية في مثل هذه الأعضاء، وقد تبيّن أنّ كثيراً من الأطفال المصابين بسرطان الدم يُعانون من فقدان الشهية ونقصان الوزن أيضاً. 

3- صعوبة التنفس: يُعاني الأطفال المصابون بسرطان الدم من صعوبة التنفس نتيجة انتفاخ العقد الليمفاوية في الصدر والتي تضغط على القصبات الهوائية، بالإضافة إلى ذلك يتسبّب تراكم وتجمع خلايا السرطان حول الغدة الزعترية التي توجد في قاعدة الرقبة بمعاناة المصاب من صعوبة التنفس أيضاً، ويُعدّ الشعور بألم أثناء التنفس حالة صحية طارئة تتطلب التدخل الطبيّ الفوريّ. 

4- تكرار التعرض للعدوى: وذلك لأنّ خلايا الدم البيضاء المصابة بالسرطان تكون غير ناضجة، وهذا بدوره يتسبب بفقدانها القدرة على محاربة العدوى، بما فيها العدوى الفيروسية والبكتيرية، وفي الحقيقة قد يُعاني الشخص المصاب بسرطان الدم من العدوى على الرغم من أخذه مضادات الفيروسات والبكتيريا الملائمة. 

5- انتفاخ العقد الليمفاوية: يمكن أن تتجمع خلايا الدم السرطانية في العقد الليمفاوية مُسبّبة انتفاخها، وغالباً ما تظهر العقد الليمفاوية المنتفخة في الرقبة، وأصل الفخذ، وفوق عظام الترقوة، وتحت الإبط. 

6- الشعور بآلام المفاصل والعظام: وذلك لأنّ خلايا الدم السرطانية تتكاثر في نخاع العظم بسرعة تفوق الحد الطبيعيّ، وقد يُعاني الأطفال المصابون بسرطان الدم من آلام في أسفل الظهر. 

7- فقر الدم: يتسبب سرطان الدم لدى الأطفال بمعاناة المصاب من صعوبة إنتاج خلايا الدم الحمراء المسؤولة عن نقل الأكسجين عبر أجزاء الجسم المختلفة، وهذا بدوره يؤدي إلى إصابته بالمشكلة الصحية المعروفة بفقر الدم، ومن الأعراض التي تظهر في مثل هذه الحالة: شحوب الجلد، والشعور بالتعب والإعياء العام، وسرعة التنفس.

 

عوامل خطر إصابة الأطفال بسرطان الدم 
- عوامل وراثية: على الرغم من أنّ معظم حالات سرطان الدم عند الاطفال لا ترتبط بمشاكل أو عوامل وراثية، إلا أنّه قد تبين أنّ هناك مجموعة من الأمراض الصحية التي تنتقل من الآباء إلى الأبناء فتزيد من خطر معاناتهم من سرطان الدم، ومنها متلازمة داون، ومتلازمة بلوم ومتلازمة ويسكوت ألدريخ وغيرها. 

عوامل بيئية: ومنها الإشعاعات الضارة، والتعرض لبعض المواد الكيميائية بما فيها الأدوية المستخدمة في العلاج الكيماوي، وقد وجد كذلك أنّ الأطفال الذين يخضعون لعلاج يتسبب بتثبيط جهاز المناعة لديهم أكثر عرضة للإصابة بأنواع مختلفة من السرطان بما فيها سرطانات الدم.

أعراض سرطان الدم لدى النساء 
- الحمى في حال حدوث حالات الحمّى بشكل متكرّر دون أيّ سبب رئيسي واضح لذلك، كالإصابة بالمرض أو عدوى فيروسية، فإنّ هذا دليل على انتشار السرطان في الدم، فمن الضروري عمل فحص بسرعة للكشف عن ذلك، للحصول على فرصة أكبر في علاج سرطان الدم، بحيث يكون السرطان ما زال في مراحله الأولى.

- الإرهاق تعاني الكثير من السيدات من هبوط حاد وملحوظ في نشاطهن البدني، بحيث يصبحن غير قادرات على تحمّل الجهد والتعب كالسابق، وبطيئات في القيام بمهامهنّ اليومية، نظراً لخسارة جزء كبير من طاقتهنّ في محاربة الجسم للمرض، يظهر هذا العارض في مراحل مبكرة لدى بعض النساء، فيكون من السهل السيطرة على المرض والقضاء عليه، أمّا الأقل حظاً منهن فلا يظهر هذا العارض إلّا بمراحل متأخّرة من المرض.

- تغيّرات في الجلد يصاحب التعرّض لسرطان الدم تغيّرات واضحة تحدث بسرعة على الجلد، فتصبح الشامات أكبر حجماً وأكثر وضوحاً عمّا كانت عليه سابقاً، بالإضافة إلى حدوث جفاف حاد بالبشرة أو تقشر شديد مع نزول الدم، خاصةً إذا ما كانت هذه المرأة الأولى، دون سبب مبرّر لذلك، واستمرار ذلك لفترة طويلة. 

- فقدان الوزن في حال فقدان كمية كبيرة من الوزن بما يزيد عن عشرة أرطال في الشهر دون أي مبرر، كالخضوع لحمية قاسية أو اتّباع نشاط جسماني شاق، فإنّ هذا يثير الشكوك حول الإصابة بسرطان الدم أو خلل في عمل الغدة الدرقية، لذا يفضّل الخضوع للفحوصات التي تحدّد السبب وراء فقدان الوزن. 

- العرق الليلي من الممكن ملاحظة تزايد نسبة تعرق الجسم بشكل كبير خلال فترة الراحة، وخاصةً خلال ساعات النوم، حتّى في الأيام شديدة البرودة، وقد تتشابه هذه الأعراض من أعراض الإصابة بالحمى، في حال حدوث التعرّق الليلي دون ظهور علامات الحمى الآخر، فمن المهمّ للسيدة التوجه لعمل الفحوصات اللازمة للكشف عن الإصابة بسرطان الدم أو عدمه.

 

أعراض سرطان الدم المبكرة
- فقر الدم، ويُسبّب شعور المصاب بالتعب، والدوخة، وشحوب لون الجلد، والشعور بألم في الصدر وضيق في التنفس. 
- مشاكل على مستوى تخثر الدم، وتظهر بمعاناة المصاب من النزف الشديد من الجروح الصغيرة، وغزارة الطمث لدى النساء، وسهولة نزف الكدمات، وغير ذلك. 
- الحُمّى. 
- التعرّق الليليّ. 
- الشعور بالامتلاء بعد تنول وجبات صغيرة. 
- انتفاخ العقد اللمفاوية. 
- الشعور بألم في العظام في بعض الأحيان. 
- فقدان الوزن بصورة غير مُبرّرة. 

عوامل خطر سرطان الدم 
1- الخضوع لعلاج أحد أنواع السرطان من قبل، مثل العلاج الكيماوي أو الإشعاعيّ. 
2- المعاناة من أحد الاضطرابات الجينية مثل متلازمة داون.
3- التعرض لبعض المواد الكيميائية مثل البنزين. 
4- التدخين. 
5- وجود تاريخ عائليّ للإصابة بسرطان الدم. 

علاج سرطان الدم 
- العلاج الكيماويّ. 
- العلاج الإشعاعيّ. 
- العلاج الحيويّ. 
- العلاج المُوجّه. 
- الجراحة. 
- زراعة نخاع العظم.