لفت البطريرك الماروني الكاريدنال مار بشارة بطرس الراعي في عظة الاحد إلى انه "نصلّي مع شعبنا وشبابنا، شبَّانًا وصبايا، الذين يحيون الانتفاضة الشَّعبيَّة السّلميَّة في الشَّوارع والسَّاحات العامَّة العابرة للطَّوائف والأحزاب والألوان والمناطق، والتي تؤلِّف وحدةً وطنيَّةً متراصَّة تحت راية الوطن الواحدة"، داعيا اياهم "للمواظبة على الصَّلاة، وللتَّمسُّك بالأخلاقيَّة واحترام المواطنين في حاجاتهم الملحَّة والحياتيَّة وتنقلاتهم، فلا يكونوا مكسر عصا، والابتعاد عن النّزاعات".
وتوجه إلى السياسيين المسؤولين عن تأليف الحكومة الجديدة، قائلا: "نحن نصلّي أيضًا من أجلكم، لكي تتحرَّروا من مصالحكم وحساباتكم الخاصَّة والفئويَّة، ومن ارتباطاتكم الخارجيَّة، وتدركوا مسؤوليَّتكم التَّاريخيَّة عن الانهيار الاقتصاديّ والماليّ والمعيشيّ. وهي مسؤوليَّةٌ ستحاسبكم عليها الانتفاضة الشَّعبيَّة، والتَّاريخ، وصوت الله في أعماق ضمائركم. ثلاثة أسابيع مرَّت على استقالة الحكومة، والمواقف هي هي، ومركب الوطن آخذٌ في الغرق. فأيَّة مسؤوليَّة هي هذه؟ هل أضحت المسؤوليَّة السّياسيَّة عندنا للهدم والخراب والتَّعطيل؟ أليس هذا جرمًا كبيرًا بحقّ الوطن والمواطنين؟ أليس خيانةً عظمى إفقار الشَّعب وتفكيك الدولة؟".
وأضاف "لا تنسوا تأكيد مقدّمة الدّستور أنَّ الشَّعب هو مصدر سلطتكم! لا تزدروا بانتفاضة الشَّباب السّلميَّة والحضاريَّة والمجرَّدة من أيّ سلاح! لا تسيّسوها، ولا تلوّنوها! فالشَّباب سئموا سياساتكم وألوانكم، ويريدون سياسةً شريفةً تعمل متفانيةً في سبيل توفير الخير العامّ. هذه السّياسة لم تمارسوها أنتم، فأوصلتم البلاد إلى الإفلاس والانهيار. لكنَّ رجاءنا باللّه كبيرٌ، وبالمسيح الذي غَلبَ الخطيئة بالنّعمة، والموت بالقيامة، والاستعباد بالحريَّة".