مفاجأة
كانت خدمة "ديزني بلس" قد انطلقت الثلاثاء الماضي في الولايات المتحدة الأميركية وكندا وهولندا، وعلى الرغم من أن الشركة ظلت على مدار الأشهر الماضية تقدم عروضا تخفيضية لمشتركيها المستقبليين فإن أحدا لم يتوقع رقم العشرة ملايين بظرف يومين.
وهو ما بررت جيثا رانغاناثان المحللة الإعلامية في "بلومبيرغ إنتيليجنس" عدم تصوره بأن الأمر استغرق من "أتش.بي.أوه" (HBO) ما يقرب من أربع سنوات للوصول إلى عشرة ملايين مشترك.
وبمجرد إعلان ديزني عن هذا العدد الهائل من المشتركين الذي وصلت إليه خلال الساعات الأولى من بدء البث حتى ارتفعت أسهم الشركة إلى 6.8% يوم الأربعاء، وهو أكبر ارتفاع للأسهم خلال الأشهر السبعة الأخيرة، فيما تراجعت أسهم شركة نتفليكس بنسبة 3.7%، مما أكد حقيقة التهديد الذي تشكله ديزني بلس عليها.
انطلاقة مخيبة للآمال
بقدر ما قد يبدو تحطيم ديزني بلس الأرقام القياسية أمرا مبشرا ويوحي بأن الشركة سرعان ما ستصبح إحدى أكبر منصات البث، إلا أنه كان ذا آثار سلبية، إذ تقدم معظم المستخدمين بشكاوى مؤكدين مواجهتهم مشكلات سواء في ما يخص تسجيل الدخول إلى الموقع لأول مرة أو تلقي رسائل خطأ أثناء محاولاتهم مشاهدة فيلم أو برنامج تلفزيوني.
حتى أن عدد الشكاوى المسجلة بصباح اليوم الأول من انطلاق الخدمة بلغ ثمانية آلاف، وإن كان العدد انخفض باليوم التالي فوصل ما بين مئتين إلى خمسمئة مشكلة كل 15 دقيقة. وهو ما عقبت عليه ديزني بطلبها الصبر من مشتركيها بينما يصلحون المشكلات التقنية التي تواجههم، الأمر الذي أثار بدوره استياء مئات المشتركين، الذين قرروا التعبير عن استيائهم عبر تغريدات جاء بعضها غاضبا بينما جاء البعض الآخر ساخرا.
في حين استنكر الكثيرون ما يجري، مؤكدين إحباطهم نتيجة الانتظار ساعات طويلة في سبيل فتح المحتوى الذي يرغبون مشاهدته، وموجهين اللوم لخدمة الدعم والفريق التقني لديزني، الذي اتضح عجزه منذ اليوم الأول وجاء تعثره محرجا بعد أشهر من الضجة والإعلانات والإغراءات للاشتراك.
وهو ما يخالفهم الرأي فيه محللو ومستشارو صناعة البث، وعلى رأسهم دان رايبرن، الذي يرى أن مواطن الخلل ليست مفاجئة تماما، إذا وضع بالحسبان أن كل خدمة بث يتم إطلاقها على نطاق واسع تعاني من مشكلات، والفيصل الوحيد الحاكم سيكون حل المشكلة بنهاية اليوم الأول من عدمه.
خطوات كبرى نحو الحلم
يذكر أن خدمة بث ديزني بلس بدأت 12 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، على أن تبلغ قيمة اشتراكها 6.99 دولارات شهريا أو 69.99 دولارا سنويا حسب رغبة المشترك.
وهي الخدمة التي يطمح أصحابها لمنافسة نتفليكس وأمازون وآبل بشراسة سواء عبر المحتوى الذي تملكه بالفعل بين عروض بيكسار ومارفل وحرب النجوم ومكتبة فوكس، أو المحتوى الأصلي الذي تعتزم إنتاجه بميزانية ستبلغ ملياري دولار.
وعلى الرغم أن ديزني كانت تهدف إلى وصول عدد مشتركيها إلى ما بين ستين وتسعين مليون مشترك بحلول عام 2024، فإن هذا الاهتمام القوي بالخدمة والوصول إلى عشرة ملايين خلال 24 ساعة جعل العديد من المحللين يرجحون الوصول للرقم المطلوب بحلول 2022 على الأكثر.