لفتت مجلة "ناشيونال إنترست" إلى "التشويش الروسي على الملاحة الجوية الذي كشفت عنه إسرائيل مؤخرا"، مشيرة إلى أن "الهدف كان تعطيل أقوى المقاتلات الأميركية في سوريا"، مصيفةً "التشويش الروسي على أنظمة تحديد المواقع العالمي في الشرق الأوسط لم يكن موجها بشكل خاص ضد إسرائيل، لكن ضررا جانبيا لحق بها، بينما كانت موسكو تحاول حماية قواتها من هجمات الدرونات، وتأكيد هيمنتها في المجال الإلكتروني".
وأشارت إلى أن "3 أسابيع من تعطل نظام (GPS) في الرحلات الجوية المدنية، الصادر من داخل قاعدة جوية روسية داخل سوريا وفق بيانات أميركية، هي من الآثار الجانبية للتشويش والخداع الروسي في سوريا، حيث أن ما كانت تفعله روسيا هو التشويش على الطائرات الغربية - بما في ذلك مقاتلات F-22 وF-35 المتسللة الأميركية المتطورة".
وأضافت "سلاح الجو الأميركي نشر في نيسان 2019 مقاتلات F-22 وF-35 في قطر والإمارات، بعد تصعيد التوتر بين واشنطن وطهران عقب قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانسحاب من جانب واحد من الاتفاق النووي الإيراني"، لافتة إلى أن"التشويش الروسي قد يؤثر على عمل القوات الأمريكية في المنطقة قبيل ضربات محتملة ضد إيران".
وتابعت "المثير للاهتمام، هو أن أنظمة GPS الأرضية لم تتأثر بالتشويش، ما يشكل علامة أخرى على أنه ليس خللا بسيطا، ولكنه نوع من الأسلحة الإلكترونية"، مشيرةً إلى أن "الحكومة الإسرائيلية تتجنب ذكر الموضوع في أي بيان رسمي على الرغم من أنها لا تزال تحقق في المسألة، لكن السؤال المطروح هو: ما دامت روسيا علمت بالفعل أن تشويشها يعطل نظام تحديد المواقع في دولة صديقة عن طريق الصدفة، فلماذا لم تتوقف عن ذلك؟".
ولفتت إلى انه "قد يكمن الجواب في أن الحرب الإلكترونية الروسية، وهي أقوى بكثير من الحرب الإلكترونية الأميركية، التي لا تزال تعتمد على القوة الخام أكثر من الاستهداف الدقيق"، مشيرةً إلى أن "حادث التشويش الروسي حصل سابقا في أوروبا نهاية تشرين الاول 2018 خلال مناورات Trident Juncture الضخمة لحلف شمال الأطلسي".