تشهد سماء العالم، الاثنين، حدثا فلكيا نادرا، وهو مرور الكوكب الزئبقي عطارد أصغر كواكب المجموعة الشمسية أمام قرص الشمس، ويظهر الكوكب للراصد كنقطة سوداء مستديرة تتحرك ببطء، فيما حذر المعهد القومي للبحوث الفلكية في مصر، من مشاهدة الحدث بالنظر إلى قرص الشمس مباشرة بالعين المجردة.
وأوضح عصام جودة، رئيس الجمعية المصرية لعلوم الفلك لـ"العربية.نت"، أن كوكب عطارد يعتبر أقرب للشمس من كوكب الأرض، وبالتالي خلال دوران كوكب عطارد حول الشمس مع تطابق مستوى دوران الأرض حول الشمس نرى كوكب عطارد كنقطة مظلمة تمر على سطح الشمس، وهو حدث لا يتكرر كثيراً، فإجمالي تكراره 13 مرة كل 100 عام. حيث شاهدنا هذا الحدث عام 2016، واليوم، والمرة القادمة ستكون عام 2032.
5 ساعات
كما يمكننا رصد هذه الظاهرة من مصر ودول الوطن العربي ومعظم أنحاء إفريقيا بالإضافة إلى أوروبا. وتبدأ هذه الظاهرة في تمام الساعة الثانية والنصف ظهراً بتوقيت القاهرة وتستمر لمدة 5 ساعات ونصف الساعة تقريباً، بينما في القاهرة لن تتاح رؤيته إلا لمدة ساعتين ونصفالساعة تقريباً فقط، بسبب غروب الشمس في تمام الساعة الخامسة مساءً.
وأضاف رئيس الجمعية المصرية لعلوم الفلك أنه في تمام الساعة الثانية والنصف بتوقيت القاهرة، سوف يحدث ما يسمى "التماس ظاهري" لكوكب عطارد مع قرص الشمس، عندما تلتقي حافة الكوكب الأولى مع حافة قرص الشمس، وبعدها بدقيقتين، سيدخل كوكب عطارد كلياً إلى القرص ليحدث "التماس ثاني" بين حافته الثانية وبين قرص الشمس، ويستمر في التحرك حتى تبلغ ذروته عند منتصف المسافة المقطوعة من قرص الشمس في تمام الساعة الخامسة وتسع عشرة دقيقة مساء، ثم يستمر في التحرك نحو الحافة المقابلة لقرص الشمس حتى يحدث "التماس ثالث" بين الحافتين الخارجتين لكل منهما في تمام الساعة الثامنة مساءا، وفي الثامنة وأربع دقائق يحدث ما يسمى "التماس الرابع" عند آخر نقطة من الحافة الثانية للكوكب مع حافة الشمس ليكتمل خروجه الظاهري منها.
تحذيرات
ويحذر المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، من مشاهدة الحدث بالعين المجردة، مؤكداً ضرورة استخدام المناظير الفلكية العاكسة لصورة الشمس على شاشة مسطحة. ويستلزم رصد هذه الظاهرة وجود تليسكوب فلكي مع فلتر شمسي جيد مخصص لذلك، كما يحذر من استخدام النظارات الشمسية العادية حيث إنها غير آمنة تماماً نظراً لنفاذ الأشعة تحت الحمراء التي لها تأثير ضار جداً على شبكية العين.