وأخيرا حصلت الجريمة الموعودة بأمر الباب العالي في طهران، وبرصاص إيراني خالص، وتم إعلان الحرب الحقيقية ضد جماهير العراق المسالمة التي لم تطلب غير العدالة والخبز والكرامة ورحيل الغزاة.
ورغم نفي المرجعية ضلوعها في الاتفاق، الذي فرضه قاسم سليماني على الحكومة والميليشيات، إلا أنها بسكوتها عن إراقة دماء شباب الانتفاضة في ساحة التحرير والخلاني في بغداد وفي البصرة والناصرية والنجف وكربلاء، وبيانها “التعميمي” الذي أذاعته الجمعة وضعت نفسها في موضع الشك والريبة لدى الملايين من أبناء طائفتها، بعد أن سقطت هيبتها لدى ملايين آخرين منذ سنوات.
فقد عودنا المرجع السيستاني على ضبابية بياناته كلها، وعلى عدم دخوله في حرج التشخيص والتوضيح ووضع النقاط على الحروف وتسمية الأشياء بأسمائها.
وأخيرا حصلت الجريمة الموعودة بأمر الباب العالي في طهران، وبرصاص إيراني خالص، وتم إعلان الحرب الحقيقية ضد جماهير العراق المسالمة التي لم تطلب غير العدالة والخبز والكرامة ورحيل الغزاة.
ورغم نفي المرجعية ضلوعها في الاتفاق، الذي فرضه قاسم سليماني على الحكومة والميليشيات، إلا أنها بسكوتها عن إراقة دماء شباب الانتفاضة في ساحة التحرير والخلاني في بغداد وفي البصرة والناصرية والنجف وكربلاء، وبيانها “التعميمي” الذي أذاعته الجمعة وضعت نفسها في موضع الشك والريبة لدى الملايين من أبناء طائفتها، بعد أن سقطت هيبتها لدى ملايين آخرين منذ سنوات.
فقد عودنا المرجع السيستاني على ضبابية بياناته كلها، وعلى عدم دخوله في حرج التشخيص والتوضيح ووضع النقاط على الحروف وتسمية الأشياء بأسمائها.
ولا يمكن، بأي حال من الأحوال، المقارنة بين تدخل أي دولة خارجية، مهما بالغنا في تقدير حجم تدخلها وقوة تأثيرها في مجرى الأحداث العراقية، وبين ما فعله ويفعله الإيرانيون بالشعب العراقي، كله، وخاصة بأبناء الطائفة التي زعموا بأن احتلالهم للعراق جاء لرفع المظلومية عنها، وهم كاذبون ومراوغون وخادعون.
هذا مع العلم بأنَّ تاريخ الشعب العراقي يقول إن الغزو، أي غزو أجنبي، كان مرفوضا من العراقيين، وكانت مقاومتُه بكل الوسائل مضرب المثل لشعوب عديدة أخرى تعلمت منه فنون الثورة على الغزو والاحتلال، وعلى الظلم والعدوان، أيا كان، وأيا كانت ديانته أو طائفته أو عرقه.
وقد خَلَّد تاريخ بلاد ما بين النهرين ملاحم بطولة وطنيين عراقيين كثيرين قادوا معارك تحريرها، ودافعوا عن ترابها واستقلالها وكرامتها، حتى النفس الأخير.
وثوار تشرين العراقيون اليوم ليسوا فئة صغيرة، ولا سكان قرية واحدة، ولا أهالي حارة في مدينة، ولا عمالا في مؤسسة ماء أو كهرباء أو إعاشة يطالبون بزيادة رواتب، بل هم ثورة شعبية حاشدة، صاخبة، صامدة، في طول البلاد وعرضها، لا يوهنها قتل ولا اعتقال ولا اغتصاب.
ويتوهم قاسم سليماني وعبيده العراقيون الأغبياء أن وأد انتفاضة تشرين سيكون النهاية. فقد أسقطت ثورة تشرين شرعيتهم جميعا، وصوتت ضد وجودهم وستخرج من جديد أقوى وأعم وستقتلع جذورهم، ولو بعد حين.