ورغم استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري، فإن زخم الاحتجاجات لم يخفت في ظل حالة من انعدام الثقة بين الشارع والسياسيين وهناك خشية من أن يتم الالتفاف على المطالب المشروعة للمتظاهرين من خلال تغيير الوجوه مع الاستمرار في ذات النهج الذي كلف لبنان الكثير على الصعيدين الاقتصادي والأمني.
وانضم للحراك العديد من الوجوه الفنية والإعلامية على غرار مايا دياب التي أثارت في اليومين الماضيين جدلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انتشر فيديو لها وسط المحتجين تستشهد فيه بعبارات شهيرة للأمين العام لحزب الله. وقالت دياب “السيد حسن نصرالله كان يقول هيهات منّا الذلة، نحن الليلة رح منقلوا، هيهات منا الذلة لإلك ولكلّن يعني كلّن”.
ولئن مر ترديد المتظاهرين لعبارات مأخوذة من خطابات نصرالله -الذي كان له نصيب الأسد من موجة الغضب الشعبي مع حليفه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل-، مرور الكرام، فإن اقتباس الإعلامية مايا دياب لأحد أبرز شعاراته كان له وقع خاص لدى أنصاره الذين استنفروا لمهاجمة الإعلامية.
وغرد أحدهم على “تويتر” قائلا “لمايا دياب وأمثالها من مقدمي البرامج والمخرجين، نقول ماذا تحملون من علم وثقافة.. ننصحكم ألّا تتطاولوا على شعاراتنا الدينية وقيادتنا وإلا سوف تندمون يوم لا ينفع الندم”.
و“هيهات منا الذلة” هي عبارة شهيرة للإمام الحسين، قالها يوم عشوراء في كربلاء أمام جيش عبيدالله بن زياد.
وقوبل هجوم أنصار حزب الله بردّ من قبل أنصار الحراك حيث قال أحدهم “هيهات منا الذّلة هو شعار ثورتنا، ولمعلوماتك، نصّ الثوار من الشيعة الأحرار. وسننتصر على الفساد وراعي الفساد، نحن الحقّ والسلطة ومن يرعاها (#حزب_الله) هم الباطل”. وقال مغرد آخر على “تويتر” “أية مقاومة تحكوا عنها، مقاومة اعترف فيها حسن نصرالله أن سلاحه ومعاشاته من إيران”.
وكسرت المسيرات الاحتجاجية التي دخلت يومها السادس والعشرين، حاجز الخوف من التعرض لرموز لطالما شكّل انتقادها أحد الخطوط الحمراء على غرار الأمين العام لحزب الله ورئيس حركة أمل الشيعية نبيه برّي.
ورفع المحتجون في كافة مناطق لبنان شعارات من قبيل “كلن يعني كلن.. نصرالله واحد منن (منهم)”. ويثير هذا الأمر ارتباك حزب الله الذي لطالما حرص على التسويق لصورة في الداخل مفادها أنه الطرف الذي لا يقهر والذي هو فوق أي انتقاد، أو شبهات.
ويقول مراقبون إن استخدام المتظاهرين لشعارات من قبيل “هيهات منا الذلة” هي رسالة موجهة بالخصوص لحزب الله وتكشف مدى تزايد حالة النقمة في صفوف اللبنانيين على سياسات الحزب وقياداته الذين رهنوا البلاد خدمة لأجندات إقليمية كلفت البلاد ثمنا باهضا سواء على مستوى عزوف الدول الداعمة تاريخيا للبنان عن تقديم يد المساعدة، أو في علاقة بإسقاط لبنان في فخ المساومات الدولية.