وبمجرد لمس الماء لها، أكد العلماء أن هذه النباتات راكمت إشارات خلوية على الفور مثل الكالسيوم، كما فعَّلت استجابات أغشيتها للمس، وغيَّرت من عمليات النسخ على مستوى الجينوم بأكمله. ورغم أن هذه التغيرات كانت لحظية، فإن التعرض المتكرر للماء أدى في النهاية إلى توقف نمو النبات وأعاق ازدهاره.
ويفسر ميلار هذه الاستجابة بأنه "بمجرد تنشيط "ميك2" تُستَحث الآلاف من الجينات لتجهيز آليات النبات الدفاعية، ومن ثم تنتقل إشارات التحذير هذه من ورقة إلى أخرى، محفزةً بذلك العديد من الآليات الوقائية".
إجمالا، وُجِد أن ما لا يقل عن عشرين من هذه الجينات تم استهدافها وتنظيمها بواسطة "ميك2"، وذلك فور سقوط رذاذ الماء عليها. والأكثر من ذلك أن الإشارات ذاتها التي استخدمتها النباتات لنشر المعلومات بين أوراقها هي نفسها التي تستخدمها للاتصال مع جيرانها من النباتات.
"بنيان مرصوص"
وكاستجابة أخرى لقطرات الماء، تُنتج هذه النباتات العديد من المواد الكيميائية، ومن بينها حمض الجاسمونيك الذي ينظم العديد من العمليات الفسيولوجية، التي تساعد في نمو النبات وكيفية تعامله مع الإجهاد.
علاوة على ذلك، عندما تُحمَل هذه الجاسمونات الكيميائية جوا، فإنها تعطي الفرصة لغيرها من النباتات المجاورة لاستشعار ما يحدث في بيئتها المحيطة لكي تتمكن من المجابهة.
وتعقيبا على هذه النتائج، يضيف ميلار أنه "إذا تم تفعيل الآليات الدفاعية في النباتات المجاورة، فإن هذا يحد من انتشار الأمراض؛ ولذلك تجد النباتات أنه من المفيد لها نشر إشارات التحذير هذه إلى النباتات المجاورة".
وبالتالي فالأمر يتعلق بالاتصال؛ فإن أردت حماية نفسك كالنبات، عليك الاتصال بنفسك وبمن حولك.
وفي وقت سابق مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي أظهرت دراسة أخرى أنه عند تعرض النباتات لأي هجوم، فإنها تطور لغة لتحذير جيرانها من المفترسات الخطرة.
لا شك أن المطر يعد أخف ضررا؛ إذ لا يحمل عقوبة الإعدام لهذه النباتات كما تفعل المفترسات، لكنه أحيانا قد يسبب ضررا بالغا؛ ومن هنا يأتي الذعر.