اعلن رئيس الحكومة الاسبق فؤاد السنيورة ان ما يقوم به رئيس الجمهورية فيه مخالفة دستورية نصّاً وروحاً وفيه تعد على الصلاحية الدستورية للرئيس المكلف في تأليف الحكومة، حيث هو الذي يتولى إجراء الاستشارات النيابية لتشكيل الحكومة ويوقع مع رئيس الجمهورية مرسوم تشكيلها. واعتبر ان الحلّ الآن هو في المسارعة من قبل رئيس الجمهورية إلى القيام بتلك الاستشارات النيابية الملزمة بأقرب وقت ممكن وعدم الاستمرار في تأخير هذا الاستحقاق الدستوري. لأن لبنان الآن لم يعد لديها ترف الوقت والانتظار ولا ترف الاختيار في هذا الامر ولا في الكثير من غيرها من الأمور.
واعتبر السنيورة في حديث اذاعي، ان نسب النمو الاقتصادي الحقيقي في لبنان قد انحسرت خلال السنوات الثماني الماضية إلى ما لا يزيد عن واحد بالمائة وأحياناً أخرى إلى ما دون الصفر. ذلك إلى جانب العجز المتمادي خلال هذه السنوات الثماني في ميزان المدفوعات، ذلك ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وإلى تفاقم مشكلة البطالة ولاسيما لدى أولئك الشباب والمتخرجين حديثاً والباحثين عن عمل في الوقت الذي تنسد في وجوههم فرص العمل بسبب الأوضاع الاقتصادية والسياسية السائدة في لبنان والمنطقة. هذا بالإضافة إلى الجو المحموم الذي يقوم بتسعيره العديد من السياسيين لاكتساب شعبوية زائفة ولاسيما من التيار الوطني الحرّ وعلى رأسهم وزير الخارجية.
ولفت الى ان المتظاهرين الذين خرجوا شكلوا بالنسبة الى لبنان ظاهرة غير مسبوقة بكونهم فعلياً طرحوا الأمور بالشكل الصحيح وهو انه وعلى مدى سنوات طويلة جرى تزوير إرادة اللبنانيين إذ جرى التعتيم عليها من خلال إثارة العصبيات والتسبب بالنزاعات الطائفية والعنصرية في لبنان والعمل على الفصل فيما بينهم وبث الكراهية والعمل على وضع الفرقاء اللبنانيين في مربعاتهم الطائفية والمذهبية المنفصلة عن المربعات الأخرى ليزيدوا من حدة الاحتقان هذا الامر هو الذي انتفض ضده الشباب وأول ما قاموا به هو في وصل ساحات التلاقي بين اللبنانيين.
واعتبر السنيورة اننا بحاجة الى الإسراع في التجاوب مع مطالب هؤلاء الشباب. هذا فضلاً عن ضرورة المبادرة إلى التخاطب معهم بطريقة صحيحة ولا ان نكلمهم بلغة أصبحت من الماضي.