وعرّت "الأخبار" نفسها في الانتفاضة الشعبيّة، إذ بدأت بدعمها في اليومين الأولين ثم انعطفت لتأخذ خطاً تحريرياً مناهضاً لها بل تحريضياً عليها، ما اعتبره الناشطون سبباً أساسياً في اعتداء بلطجية مؤيدين لحركة أمل وحزب الله على المتظاهرين في وسط بيروت الأسبوع الماضي.
وكانت الصحيفة تنشر تحقيقات عن الفساد في لبنان وتُطالب اللبنانيين بالتحرّك، لكنّهم عندما انتفضوا، قرّرت التحريض ضدّهم، وهو ما رأى فيه الناشطون كشفاً واضحاً لنفاق الصحيفة التي تخاطب اللبنانيين بلسان "حزب الله" ومن وجهة نظره.
وتشهد صحيفة "الأخبار" انقساماتٍ داخليّة بسبب موقف الصحيفة التحريضي من الانتفاضة الشعبية، ما أدى إلى استقالة الصحافية جوي سليم منها يوم 29 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقالت سليم في بيانها إنّ الاستقالة جاءت "بعدما خاب أملي من تغطية الجريدة للانتفاضة التي عَمِلَت لأشهر (ولسنوات ربما) على تقديم أدلة على ضرورة حدوثها. وما إن حدثت حتى انضمت الجريدة بسرعة إلى صفوف الثورة المضادة، وقدمت مادة مؤامراتية تحريضية وشائعات غذّت ما حدث اليوم في الشارع من هجوم "مواطنين" (هكذا دعتهم الأخبار على فيسبوك) على المعتصمين".
وزبيب مؤيد للانتفاضة، وهو يشارك في النقاشات اليومية التي يجريها الناشطون في وسط بيروت حول الأزمة الاقتصادية اللبنانية وكيفية النهوض منها ومحاربة الفساد. وتعقد عدة مجموعات حلقات نقاش يومية حول مواضيع مختلفة بهدف خلق توعية لجميع اللبنانيين المشاركين في الانتفاضة، ولمعرفة كيفيّة استعادة الحقوق المنهوبة.
وتضامن لبنانيون، وبينهم عاملون في الصحيفة نفسها، مع زبيب. وكتبت فيفيان عقيقي: "صدرت ثماني صفحات اليوم ملحقة بجريدة الأخبار، وليس "رأس المال"، إنها فقط ثماني صفحات. هذا ليس "رأس المال"، ولا وجود لـ"رأس المال" من دون رأسه المدبّر والمخطّط ومن دون فريقه! كلّ الحبّ للرفيق والأب والصديق والمرشد والمعلم محمد زبيب.".
أما غسان بندلي فقال: "صحيفة الأخبار تخسر الصحافيين والكتاب الموضوعيين، واحدا تلو الآخر. ملحق رأس المال كان أحد أهم مصادر الأرقام المتعلقة بالاقتصاد اللبناني، بغض النظر إذا كنت تتفق مع تحليلات هذه الأرقام أم لا. محمد زبيب قام بتجربة رائدة فعلا".
وكتب إبراهيم عرب: "رئيس قسم الاقتصاد في جريدة الأخبار محمد زبيب يقدم استقالته من عمله احتجاجا على تغطية الجريدة للحراك في #لبنان_ينتفض، واستقالة زبيب من "الأخبار" هي الثانية بعد استقالة الصحافية جوي سليم".
أما فادي ضو فذهب إلى القول: "إنها حقًا ثورة، لأنها تعيد تشكيل منظومة القيم والمبادئ سياسيًا ومهنيًا واجتماعيًا. استقالة الصحافي محمد زبيب من الأخبار، وهذه ليست الاستقالة الأولى!#لبنان_يثور #الثورة_مستمرة".