لفت الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الى أنه " في لبنان لدينا هذا الحراك الذي حصل والآن كل شخص يقرأه بطريقة ويقيمه بطريقة ولاحقاً اذا كتب أحد تاريخ سنقرأ مواد متناقضة حول حدث نملك كل المعطيات حوله"، موضحا أنه "عندما قلت للمتظاهرين مطالبكم محقة ويجب أن تحذروا من أن يركب موجتكم أحد ومن حقكم أن تبحثوا عن أموال المتمول إذا ما كان هناك من يمولكم وبعد دقائق كثير من المراسلين قالوا للناس السيد قال عنكم عملاء سفارات وتمولكم سفارات وانا لم اقل هكذا".
وأشار في كلمة متلفزة الى أنه " فيما يتعلق بالأحداث الأخيرة في لبنان، لا بد أن أتوقف عند النقاط التالية: أولا بعد مضي أسبوعين على بدء التظاهرات في لبنان وأمام ما حصل هناك نقطة مهمة ويجب تسليط الضوء على بعض الايجابيات"، مبينا أنه "بفعل الصبر تمكن اللبنانييون من تجنب الوقوع مما خطط له البعض من الذهاب الى الفوضى وصولا الى الإقتتال الداخلي، وهناك من دفع بهذا الإتجاه".
وأكد أن "عناصر الدفع بإتجاه الفوضى كانت حاضرة، أولا كم الشتائم والسباب الذي لا سابقة له بتاريخ لبنان وأؤكد لكم أن هذا لم يكن عفويا بل موجها، وايضا يدان الشاتم وبعض وسائل الإعلام التي فتحت الهواء لكل شتم وتعرض للكرامات والأعراض بل كان بعضها يحرض على ذلك"، جازما أن "بعض الذين دفعوا بإتجاه الشتم كانوا يستدرجون الشارع الآخر وكلنا نعرف أن الجميع في لبنان يملك السلاح ولكن السلاح النوعي فقط عند المقاومة وكان المطلوب أن يحتدم الشارع، فأليس الذين يتعرضون للشتم أنصار وشارع كبير ينفعل ويتأثر عندما يسمع رموزه تشتم على مدار الساعة؟".
ورأى السيد نصرالله أن " من العناصر التي دفعت باتجاه الفوضى أيضا هي قطع الطرقات لأسبوعين وإقامة الحواجز وإذلال المواطنين وأخذ الخوات والتعرض حتى لمراسلي ومراسلات بعض القنوات التلفزيونية"، مؤكدا أن "الحديث عن مليون ومليونين غير علمي، أما الملايين كانوا في بيوتهم وقطعت عليهم الطرق وتعرض الكثير منهم للاهانة وخصوصا طريق الجنوب حيث كان هناك تعمدا لقطعها".
واعتبر أن "الذين ركبوا موجة الحراك ورفعوا الأسقف السياسية، كان مطلوبا منهم تنفيذ إنقلاب سياسي. كل هذا الأمر أوجد حالا من التوتر والغضب في العديد من الشوارع"، لافتا الى أن "الذي يجب أن نتوقف عنه هو أن الذي منع الذهاب الى الفوضى هو مستوى الوعي والبصيرة التي تحلى بها الكثير من اللبنانيين. حصلت خروقات وردات فعل وخرجت بعض الأمور عن السيطرة ولكنها احداث محدودة امام مشهد الإنضباط".
وأكد السيد نصرالله أن " الكثير من القوى السياسية مارست جهدا كبيرا لضبط الشارع، البعض سيأخذ هذا الكلام للقول أن السيد يهدد. أنا لا أهدد ومن يريد أن يواصل الإحتجاج هذا حقه الطبيعي ولكن عليهم ان ينزهوا تظاهراتهم عن الشتائم وعلى وسائل الاعلام أن تضبط الأمور"، داعيا الى "الوعي والصبر وعدم الذهاب حيث يريد الحاقدون والمتآمرون فكل من يريد الصدام والفوضى وكل من يريد أن يدفع بإتجاه الاقتتال الداخلي يجب أن نواجهه بالصبر, وادعو القيادات السياسية ان لا تسمح بتحول الشارع ودفع الامور باتجاه حراك تحت عناوين طائفية ليس من مصلحة البلد".
وشدد على أن "كل همنا خلال الاسبوعين الماضيين ومازال ومع التقدير لكل المطالب المحقة، هو منع إسقاط البلد في الفراع والفوضى خصوصا امام من ركبوا موجة الحراك ورفعوا شعارات اسقاط الحكومة والعهد والمجلس النيابي أي اسقاط مؤسسات الدولة والذهاب باتجاه الفراغ"، مؤكدا أنه " بفعل الوعي والثبات وتحمل المسؤولية في الدولة وفي الحراك تم الحيلولة دون وقوع البلد".
وأضاف: "وصلنا الى نقطة استقالة الحكومة. وهنا أريد توضيح بضع الأمور، البعض كان مصرا على تسمية الحكومات في الاعوام الماضية بانها حكومات حزب الله وهذا غير واقعي، حزب الله لم يتولى اي وزارات حساسة وفي النهاية "ربحونا جميلة" بوزارة الصحة، والبعض يقول أن "حزب الله" لا يوظف نفوذه في الحكومة وهذا بحاجة الى نقاش هادئ وفي كل الحكومات كانت تؤخذ قرارات لم نوافق عليها"، مشددا على أنه "لم تكن هناك حكومة اسمها حكومة "حزب الله" في كل السنوات الماضية ولكن الإصرار على هذه التسمية هدفه إستعداء الخارج ضد الحكومة ولتحميل الحزب مسؤولية اي تقصير".
وأوضح نصرالله أنه "عندما قلنا لا نؤيد استقالة هذه الحكومة ليس لأنها حكومة حزب الله، واؤكد أنه على مدى السنوات والأيام الماضية لسنا قلقين على المقاومة وانفسنا لأننا اقوياء جدا جدا ولم يأت زمان علينا وكنا بهذه القوة في كل الميادين"، جازما "أننا لسنا خائفين وانا قلت للبعض انه اذا ذهب البلد الى الفوضى قد لا تستطيع الدولة دفع رواتب الموظفين ولكن المقاومة ستبقى قادرة على دفع الرواتب".
وتابع قائلا: "عندما اتطلع للمستقبل لا يعني اننا نخاف على حزب الله. في موضوع الاستقالة كان هناك وجهتي نظر ونحن لم نكن نؤيدها ويجب ان نصغي للحراك الشعبي الحقيقي وليس لمن ركبوا موجة الحراك"، معتبرا أن "الصدمة الايجابية التي يجب ان تقدم للناس هي ان تجتمع الحكومة ولا بأس ان تبقى الناس في الشارع للضغط ولم اقل اخلوا الساحات".
وأوضح نصرالله أن "وجهة نظرنا ان تجتمع الحكومة وتقدم للناس القوانين لمكافحة الفساد واستعادة الاموال المنهوبة وقانون العفو العام وترسلها لمجلس النواب. نحن لم نكن نتمسك بالحكومة بل انطلق موقفنا من مصلحة البلد وخوفنا من أن يذهب البلد الى فترة طويلة من تصريف الاعمال"، مشيرا الى أن "أخذ رئيس الحكومة سعد الحريري خيار الإستقالة يعني أن هنلك بعض التداعيات، ومنها أن ورقة الاصلاحات تجمدت ومشروع قانون عفو عام "ما في" ومشروع قوانين مكافحة الفساد "ما في" وهذا كله ذهب الى الانتظار ومعالجة اقتصادية ذهبت الى الانتظار ايضا".
وأعلن "أننا لم نكن نؤيد هذه الإستقالة والحريري اخذ هذا الخيار وله اسبابه ولا اريد النقاش بهذه الاسباب"، جزما أن "ما يخشى منه البلد يجب ان لا يقع فيه، في الايام المقبلة سيحصل تكليف ويجب ان يتعاون اللبنانيين للتأليف واذا طالت فترة تصريف الاعمال يعني انه لا يوجد حكومة تقوم بمعالجة الاوضاع الاقتصادية وستضيع مطالب الناس"، مشيرا الى أنه "سيأتي وقت وسنقول ان هذه الموجة الشعبية كانت لها احلام وسنقول من سرق احلامها يوما ما. مسؤولية اللبنانيين ان يدفعوا باتجاه ان لا يكون هناك فراغ في السلطة وان تشكل حكومة جديدة قريبا".
ودعا نصرالله " الحكومة المقبلة من الان الى أن تستمع الى مطالب الناس وانا اقترحت ان تقوم الحكومة الجديد بالاستماع الى الناس العاديين الموجوعين، فهذه الحكومة الجديدة يجب أن يكون هدفها الحقيقي عنوان استعادة الثقة وانا تحدث سابقا عن مشكلة الثقة وهذا قبل الحراك ودعوت لاستعادة هذه الثقة. كما يجب أن تتمتع بالجدية في العمل فالوقت ضيق وصدور الناس ضاقت، حكومة تعمل على "مهل" يعني مكانك راوح لن تستطيع انقاذ البلد، المطلوب اعطاء الاولوية لعمل الحكومة من رئيس الحكومة الى اخر وزير"، مبينا أن " من عوامل استعادة الثقة هو الوضوح والشفافية ، مثلا: لم حصل الحراك وبدأت المطالب كل مكونات الحكومية قالت انها هذه المطالب نعمل عليها وهذا غير صحيح لانه لو كانت كل المكونات تريد هذه المطالب لماذا لم تتحقق؟".
وأشار الى أنه " في الاعلام كان الجميع ضد الضرائب وفي الداخل غير صحيح، في الجلسة يتم وضع الضرائب وهذا الامر يفقد الحكومة مصداقيتها"، مشددا على أن " من يريد ادارة البلد عليه ان يتملك شجاعة مصارحة اللبنانيين، لا يجوز ان يكون هناك فساد ولا يوجد فاسد"، داعيا الى "الحوار والتواصل بين مختلف القوى السياسية وايضا مع القوى الاساسية في الحراك. فالمصلحة الوطنية تقتضي ان يتجاوز الجميع الجروح التي تركتها الايام الماضية".