وكانت ردة فعل الساحات لا سلبا ولا ايجابا كالواقع في صدمة ولا يعرف يضحك أم يبكي وكل شخص يسأل من بجانبه هل فهمت شيئا؟ ماذا قال ماذا قدم؟
أطفأ سيد القصر شمعة عهده الثالثة بدون قالب حلوى يقطعه بل اكتفى مقص المونتاج بقطع اللقطات التي لم تصب هدفها بعد أن تعلم درسا من الخطاب الذي فات، خرج الرئيس بخطاب احسن كاتبه اللغة والسبك والجمل والتعابير حتى بدا خطابا مثاليا نموذجيا يشبه خطابات جمهوريات الاساطير لكن السيد لم تساعده لغته في العربية الفصحى فبدا كطالب الابتدائي الحافظ لدرس التاريخ.
شحذ فخامته همم مناصريه فاتحا الكلام بعبارته التي لطالما أحبوها يا شعب لبنان العظيم واعتبر خطابه كشف حساب في منتصف عهده لما التزمه في القسم واستعرض انجازات الثلاث سنين مشددا على دحر الارهاب وواعدا باستخراج النفط والغاز خلال شهرين ومكررا اهمية محاربة الفساد، خصوصا ان كشف الحساب حسب قوله بات ضروريا بعد هذه التحركات، وكأن الشعب لو ظل على حاله مخدرا لما كان من داع لأن يبدأ فخامته محاربة الفساد وان كان الكلام مجرد حبر على ورق وخطاب سياسي عادي يشبه كل الخطابات في اي مناسبة وطنية لدرجة أنه بعد انتهاء خطابه مباشرة تابعت عبر التلفزيون السوري مقابلة مع بشار الاسد وكنت اسمع ما يشبه لحد كبير خطاب الرئيس عون وكأن احدهما قد استعار ورقة الخطاب من الآخر رغم أن حال لبنان اليوم لا يشبه حال سوريا التي بدأت تتعافى من الارهاب والحرب ناهيك عن أن الاسد بدأ باسترداد الأموال المنهوبة مفتتحا الحملة بأبناء خاله وحاشيته واقربائه وهذا ما لا يمكن تخيله مع صهر العهد وسواه.
إقرأ أيضًا:" ثورة وشوية فن"
خطاب الرئيس بدا ضبابيا لجهة بلد إن لم نقل النصف فإن ثلث شعبه في الشوارع منذ اسبوعين في وضع ملتهب، وقد غض الطرف عن أن من أهم مطالب هذا الشارع إسقاط العهد فاستخف بما يطلبون وتعهد للايام المقبلة لا بل للنصف الثاني من العهد ومن الطبيعي ان الاعمار بيد الله لكنه بدا ضامنا انه مهما حصل سيكمل عهده وسيتغنى ببعض الانجازات التي ذكرها سواء لجهة دحر الارهاب او ملف النازحين السوريين او الموازنة ولم يأت على ذكر استقالة الحكومة التي جاءت مفاجأة وتم رميها في وجهه أو على ذكر مطالب الشارع المنتفض الذي يتم منتصف شهره.
ومن المستفز أن الشارع بعد نهاية الخطاب وكان ينتظر الكثير وكان ينتظر الحديث عن بدء الاستشارات النيابية عن الوضع المتأزم عن وجع الناس.. كانت ردة فعله لا سلبا ولا ايجابا كالواقع في صدمة ولا يعرف يضحك أم يبكي وكل شخص يسأل من بجانبه هل فهمت شيئا؟ ماذا قال ماذا قدم؟
وما إن انتهى خطاب منتصف العهد القوي حتى بدأت موجة الغضب وزفت عروس بيروت.. هذه ليست حال شعبا سمع خطاب سيده بل اسماء المسلسلات التي تعرضها الجديد واللبنانية للارسال بعد نشرات الاخبار..
كلنا امل ان يحول الرئيس كلامه إلى أفعال عله يكون قد جنى من وقفته لربع ساعة متواصلة هذا عدا عن الكواليس فائدة...
فكن بخير يا وطني، خطاب الرئيس لا يلبي أحلام وطموحات الثوار ولم يرق لمسامعهم لكن ما زلتم في الوطن فالامل باق.