قال مرجع الشيعة السيد علي السيستاني أن على الحكومة العراقية تلبية مطالب الشعب وتبعه السيد عمار الحكيم بعد لقائه سفير إيران بتكرار قول المرجعية بأن على الحكومة ضرورة تلبية مطالب العراقيين في حين أن السيد مقتدى الصدر وهو مرجع أكبر حزب في العراق دعا بعد زيارته إيران الى استقالة رئيس الحكومة وتحديد موعد سريع لإجراء انتخابات نيابية وقد رفض عادل عبد المهدي دعوة مقتدى الصدر طالباً منه التنسيق مع رئيس المجلس النيابي واتباع الخطوات الدستورية وهذا ما فعله الصدر بعد أن نزل الى الشارع مع المعتصمين ضدّ الغاصبين .
وحده مرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية اعتبر دون أحد من العراقيين أن ما يجري في العراق ولبنان هو فعل شيطاني من رجس الأميركان واليهود دون الأخذ بنظر الموالين له من أهل العراق والذين أكدوا حق الشعب في مطالبه وفي تظاهره وهو بذلك وضع موقفه مقابل موقف مرجع الشيعة السيد السيستاني الذي رأى حق الشعب وخطأ السلطة .
إقرأ ايضاً : السنيورة: الحريري وممنوعات نصرالله
لم يحرك عادل عبد المهدي سوى آليات الجيش وأجهزة البطش للرد على المتظاهرين طيلة تحركهم ضدّ طغمة الفساد التي أوصلت العراقيين الى أبواب المساجد وساحات الشوارع للتسول بعد أن أوصلوا الأوضاع الى مستويات لا تعاني منها الدول الفقيرة .
بدا رئيس الوزراء في أفعاله ومعالجاته للأزمة مالكياً لا على مذهب الفقية المالكي بل على مذهب سلفه نوري المالكي الذي عاث فساداً في العراق واستخدم القوّة وأدوات القهر ضدّ الطاعنيين بفساده بعد أن أكل ثروات العراق ليصبح من مشاهير أصحاب الأموال .
وهذا ما كرّس سياسة الإستبداد لدى الشيعة العراقيين ممن تناوبوا على رئاسة الحكومة منذ سقوط نظام صدام حسين وممن تجاوزوا جلاوزة صدام في طغيانهم واستعبادهم الاّ أن الجلاوزة والصداميين وللأمانة كانوا أقل سرقة ونهباً للمال العام من جلاوزة السلطة الحالية .
هذه السلطة الباطشة في العراقيين اليوم كانت عاجزة عن مواجهة تنظيم " داعش " وهي عاجزة عن مواجهة أيّ تنظيم عراقي سواء كان صناعة محلية أو صناعة أجنبية وهي أعجز من أن تأخذ موقفاً من الأكراد الذين يستفيدون من ثروات العراق دون أيّ مساهمة تُذكر وهي خرساء عرجاء أمام الأميركان وأمام إيران فحكومة عادل عبد المهدي تعبد أميركا وإيران ولا تقدر على ممارسة شعورها الوطني والقومي الإ من خلال سفك دماء العراقيين وهذا ما ينعش السياسيين والعسكريين الذين لا يشعرون بنشوة الحكم الا من خلال استعباد العراقيين .
لقد وصل العراق الى آخر جروحاته النازفة ولا مجال لاستعمال بول العسكر لإيقاف النزيف أو سم السلطة لقتله لأن تجربة العراقيين مع الاستبداد والظلم والطغيان والفساد تجربة قديمة وقد نُكّأت فيها كل الجروحات ولم تنعدم وسيلة الا واستخدمت لقتل الروح العراقية الثورية ولكن باءت أفعالها وأدواتها بالفشل واستمر العراق من خلال نزفه التاريخي ثورة الحسين المفتوحة على أيّ يزيدي حتى وإن إدّعى زوراً أنه من شيعة الحسين لأن من كان شيعة الحسين سلام الله عليه لا يفعل أفعال يزيد بل ويزيد على أفعال الدعيّ ابن الدعيّ أكثر مما فعله أعوان يزيد بأعوان الحسين شهيد الله .