وأخيراً يا سماحة المرشد، نعتقد بأن لا حاجة لتذكيركم بأنّ ثورتكم التي قادها الراحل السيد روح الله الخميني كانت خارج الهيكليات القانونية والدستورية التي كان يحكم بموجبها شاه إيران السابق، وها نحن اليوم إنّما نقتدي بسيرة مُرشدكم الأعلى وسيرة كافة أحرار العالم الذين ينتفضون في كلّ زمانٍ ومكان ضد الظلم والاستبداد والقهر والطغيان، والله غالب أمره، وهو المستعان على كلّ مصاب.
لا يسعنا إلاّ أن نشكر سماحة المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية السيد علي الخامنئي(والذي أطلق عليه سماحة السيد حسن نصرالله لقب حسين العصر)، لالتفاته الكريمة على وضعنا اللبناني الداخلي المأزوم، وصرفه بعض وقته الثمين لإسداء النُّصح لكلا الشعبين العراقي واللبناني، بالانتباه الكافي لمكائد أميركا والكيان الصهيوني وبعض الدول الغربية، وذلك بإثارة الشّغب والتّسبُّب باضطراب الأمن، وكلّ ذلك بأموال بعض الدول الرجعية(العربية طبعاً)، وهو مشكور أيضاً على هذه النصائح القيمة، إلاّ أنّ ما استرعى انتباهنا وانتباه كثيرين مع بعض الاستغراب والعجب هو اعتراف المرشد بأحقية مطالب الناس( التي حرّكها الامبرياليون والصهاينة)، ليستدرك بدعوة هؤلاء "الناس" إلى تحقيق مطالبهم ضمن الأطُر والهيكليّات القانونية لبلدهم، لأنّه متى انهارت هذه الهيكليات يستحيل القيام بأي عمل.
ها هنا نرغب بالتّوجه لسماحة المرشد بالقول بأنّنا بلدٌ صغير( رغم إعلانه كبيراً منذ حوالي مائة عام من قِبَل الامبرياليّين إياهم)، وفيه منظومة قوانين نافذة وسارية المفعول، وتصلح لبناء دولة حديثة وديمقراطية(رغم بعض الشوائب الطائفية المتعارف عليها)، وعندنا منظومة تعليمية رائدة في المنطقة العربية والخليج، كما أنّه عندنا منظومة قضائية لا غبار عليها، وعندنا بحمد الله، جيشٌ عقيدته الوطنية متلاحمة وصامدة رغم المِحن والتجارب القاسية، وعندنا منظومة أمنية ما زالت مقبولة ومُرضية، إلاّ أنّ ما نٌعانيه حضرة المرشد، هو أنّ حُكّامنا همُ الذين لا يحترمون الهيكليات القانونية، ولا يُراعون ضرورات الأمن( وفي مقدمتها الأمن الاجتماعي والاقتصادي) التي تفضّلتم بوجوب الاحتكام لها، وهم الذين ينهبون المال العام الذي ائتُمنوا عليه، وهم الذين يعتدون على البيئة بتحطيم الجبال والهضاب والاودية والمتاجرة بترابها وأحجارها، وهم الذين يُلوّثون الأنهار الصافية بنفايات مصانعهم ومياه قصورهم المُبتذلة، وهم الذين يتاجرون بالنفايات التي تنشر أخطر الأمراض وأفتكها بين الناس، وهم الذين لا يقيمون وزناً ولا حساباً لهموم المواطنين وآلامهم وطموحاتهم، والداهية الدهماء يا سماحة المرشد أنّ كل ذلك يجري تحت سمع ونظر الحزب الذي تدعمونه، هذا إذا لم نصل إلى حدود القول بمُشاركةٍ منه وتواطُؤٍ وغضِّ نظر، ومع قليلٍ من المصارحة نقول: لولا مساعدتكم لنا في الجنوب اللبناني بتعبيد عددٍ من الطّرُق الرئيسية (وهي بأموال الشعب الإيراني الصابر) لكانت هذه الطرق اليوم لا تصلح لمرور الدواب، وأخيراً يا سماحة المرشد، نعتقد بأن لا حاجة لتذكيركم بأنّ ثورتكم التي قادها الراحل السيد روح الله الخميني كانت خارج الهيكليات القانونية والدستورية التي كان يحكم بموجبها شاه إيران السابق، وها نحن اليوم إنّما نقتدي بسيرة مُرشدكم الأعلى وسيرة كافة أحرار العالم الذين ينتفضون في كلّ زمانٍ ومكان ضد الظلم والاستبداد والقهر والطغيان، والله غالب أمره، وهو المستعان على كلّ مصاب.