أشارت اختصاصية التغذية عبير أبو رجيلي، لـ«الجمهورية»، إلى أنّ «بعض الأطعمة، وإن كان يملك قيمة غذائية عالية ومنافع صحّية عدة، إلّا أنه قد يصبح مؤذياً للغاية في حالات معيّنة ومن دون إدراك ذلك». وتطرّقت في ما يلي إلى أبرز المأكولات المعنيّة، وتحديداً:
الكرفس
تبيّن أنّ تسخينه مرة ثانية قد يحوّله إلى طعام سام بسبب احتوائه على مادة النيترات. لذلك، وعند تحضير شوربة تحتوي على الكرفس، يُستحسن تناولها كلها، وإلّا يُفضّل في اليوم الثاني التخلّص قدر الإمكان من هذا الخضار، وإعادة تسخين الحساء من دونه.
البطاطا
وتحديداً المحضّرة بطريقة صحّية كالسلق والشَوي. يمكن أن تفقد البطاطا قيمتها الغذائية في حال تركها على درجة حرارة الغرفة لوقت طويل، وقد تصبح من المأكولات السامّة وتسبّب مشكلات هضمية عند إعادة تسخينها.
من جهة أخرى، يجب الانتباه إلى أنه، وعندما تفرز البطاطا البراعم الخضراء، فإنّ بعض الأشخاص قد يقشّرها ويتناولها. غير أنها في هذه الحال تكون مضرّة جداً وغير صحّية، لذلك يجب التخلّص منها فوراً، لأنّ وجود تفاعلات كيماوية في داخلها يجعلها غير صالحة للأكل.
الفطر
من الشائع وَضعه في الشوربة، والسلطة، والبيتزا، وأطباق أخرى. يجب الانتباه إلى أنّ الفطر يتأثر كثيراً في عوامل خارجية قد تؤدي إلى تَلفه، فهو يَمتصّ الأشياء من حوله، كالسموم والمركّبات الضارة. لذلك، وعند شرائه، يجب أن يكون قوياً ورطباً ونظيفاً، وعدم الإفراط في تناوله لأنه في بعض الحالات قد يسبّب الحساسية.
يُذكر أنّ تناول الفطر باعتدال يمدّ الجسم بقيمة غذائية عالية، فيؤمّن البروتينات، والفيتامينات، والألياف، ومضادات الأكسدة التي تحارب الخلايا السرطانية، والسلينيوم الذي يقوّي المناعة ويعالج الالتهابات ويساهم في الحفاظ على معدل السكر في الدم، والبوتاسيوم الذي يحافظ على توازن السوائل في الدم. فضلاً عن أنّ الفطر يضبط الكولسترول في الدم، ويَقي من تصلّب الشرايين.
التونة
يُعتبر من بين الأطعمة الأساسية في الحميات لقِلّة وحداته الحرارية، كما أنه يحتوي على نسبة مهمّة من البروتينات، بحيث أنّ كل علبة تؤمّن 30 غ من البروتينات، أي ما يوازي 50 في المئة من الكمية التي يحتاج إليها الجسم يومياً. ولكنّ سمك التونة بشكل عام يضمّ جرعة كبيرة من الزئبق الذي هو عنصر سام، وبالتالي فإنّ استهلاكه بكثرة قد يؤدي إلى تدمير الجهاز العصبي عند الإنسان. لذلك، يُنصح الأطفال والحوامل والمرضعات خصوصاً بعدم تناوله. فضلاً عن أنّ التونة المعلّب يحتوي الكثير من الصوديوم، وكثرته قد تولّد مشكلات، خصوصاً عند مرضى القلب والضغط العالي.
القهوة
كشفت الأبحاث أنّ القهوة تؤثر إيجاباً في الوقاية من السكري، والباركنسون، والألزهايمر. يرجع الفضل في ذلك إلى مادة الكافيين ومضادات الأكسدة المتوافرة فيها، والتي تعزّز نشاط الخلايا. كما ذكرت بعض الدراسات أنّ القهوة قد تؤثر في عملية الأيض، فتزيد من معدل حرق الوحدات الحرارية.
إلّا أنها قد تتحوّل إلى مشروب ضارّة جداً عند الإفراط في احتسائها. فعند استهلاك أكثر من 400 ملغ من القهوة يومياً، يمكن أن يصبح الشخص أكثر عرضة للأرق، والقلق، وأوجاع الرأس، والتوتر، وقلة التركيز، والانزعاج المِعَوي، وتَسارع دقات القلب، والتشنجات العضلية، والتأثير سلباً في ضغط الدم. وبالنسبة إلى الحوامل، فقد لفتت مجموعة دراسات إلى أنّ احتساءهنّ الكافيين بكثرة قد يتسبّب بانخفاض وزن الجنين عند الولادة، ويؤثر في نمو الطفل لاحقاً.
السبانخ
مثل سائر أنواع الورقيات الخضراء، يحتوي السبانخ على نسبة مهمّة من الحديد والنيترات، وعند إعادة تسخينه قد تتحوّل النيترات إلى نيتريت ومواد أخرى مُسبِّبة للأمراض السرطانية.
الزيوت
تملك بعض الزيوت، وتحديداً الأفوكا والجوز والبندق والكتان، نقطة احتراق منخفضة. وعند إعادة تسخينها، قد تتعرّض للتلف وتصبح سامّة.
البيض
هو مصدر مهمّ للبروتينات، وأساسي لتطور الدماغ والتركيز عند الأطفال. ولكن يُنصح بعدم إعادة تسخين البيض، سواء كان مقلياً أو مسلوقاً، لأنه قد يصبح سامّاً. لأنّ تَعَرّضه للحرارة مرة ثانية يسبّب تغييراً في تكوين البروتينات، فتتفكّك وتسبّب مشكلات في الجهاز الهضمي.
الأرزّ
يُعتبر من الأطعمة الصحّية، ولكنه قد يصبح مضرّاً إذا بقي لفترة طويلة على درجة حرارة الغرفة. فقد ذكر موقع «BBC» أنّ ترك الأرزّ المطبوخ في الغرفة يمكن أن يلوّثه ببكتيريا تصنع جراثيم سامّة وتكون مقاومة للحرارة.
الثمار البحرية
على رغم غناها بالأوميغا 3 المفيدة للقلب والشرايين والدماغ، إلّا أنه وفق إدارة الغذاء والدواء الأميركية فإنّ المأكولات البحرية الطازجة التي جُمّدت على الفور يجب أن تكون آمنة لإعادة التسخين.
ولكن رغم ذلك، فإنّ ثمار البحر الطازجة والمطبوخة التي وُضعت على درجة حرارة الغرفة قد ترتفع البكتيريا فيها وتسبّب الأمراض، والأخطر أنّ إعادة تسخينها قد لا تقتل هذه البكتيريا. لذلك، أوصَت إدارة الغذاء والدواء الأميركية بعدم ترك الأطعمة البحرية الطازجة خارج الثلّاجة لمدة تزيد عن الساعتين في الطقس البارد أو ساعة واحدة في الطقس المعتدل، لأنّ البكتيريا قد تنمو سريعاً فيها.
وختاماً، شدّدت أبو رجيلي على «ضرورة التعامل مع الطعام بحذر وعناية، خصوصاً عندما يتعلّق الأمر بإمكانية إعادة تسخينه وتركه على درجة حرارة الغرفة وأصول تثليجه. من هنا أهمّية الوعي الغذائي، تفادياً للتسمّم والتعرّض لمشكلات صحّية عدة قد تكون قاتلة».