علّقت النائبة بولا يعقوبيان على اعتراف مجلس النواب الأميركي بالإبادة التركية الجماعية للأرمن، معتبرة أنه "حلم كبير يتحقّق، بالنّسبة إليّ كما بالنّسبة الى كلّ الأرمن الذين فقدوا عائلاتهم وأملاكهم وحياتهم وكلّ شيء، في وطنهم الأمّ، مثلي".
وأكدت يعقوبيان، في حديث صحفي، "أنني كنت من الأشخاص الذين كانوا يدفعون في هذا الإتّجاه، في الفترة القليلة التي كنت فيها في الولايات المتحدة الأميركية. وكنت أحزن كثيراً عندما ألاحظ كيف أن السياسات والمصالح الدنيئة يُمكنها أن تخرّب آمال الشعوب في تحقيق العدالة"، لافتة الى أن "برلمانات العالم الحرّ كلّها، تقريباً، اعترفت بالإبادة الأرمينية. ونذكر في هذا الإطار أن البرلمان اللبناني كان سبّاقاً. وأُحيّي الأشخاص الذين دفعوا بهذا الإتجاه في الولايات المتحدة مؤخراً، ولا سيّما اللوبي الأرميني في واشنطن، لأنهم حققوا إنجازاً شديد الأهمية".
وشدّدت يعقوبيان على أن "عدم الاقتصاص من مرتكبي المجزرة بحقّ الأرمن أدى الى حصول مجازر كثيرة حول العالم، من بعدها. فعدم الاقتصاص، وعدم تجريم مرتكب جريمة، هو أمر خطير جداً. وحماية الإنسانية والحقّ الإنساني تتمّ عندما ترى ديكتاتوريات العالم أن القتل له ثمن، ولو بعد 100 عام. فهذه رسالة مهمّة لحماية الشعوب الضعيفة في الأرض، أينما كان. إن عدم الإقتصاص هو الكارثة الأكبر على صعيد العلاقات الدولية. فعدم محاسبة الدول القوية على مجازرها بسبب تعارض المصالح الدولية مع الحق الإنساني، يُدخل الأرض في الظلام، ويجعلها غير آمنة للعيش".
وحول إمكانية تنزيه هذه الخطوة عن المصالح الأميركية - الدولية، رأت يعقوبيان أن "الظرف الإقليمي - الدولي سهّل الاعتراف الأميركي بالإبادة الأرمينية، ولكن لا بدّ من الإعتراف أيضًا بتراكُم عمل ناجح يحصل في أرمينيا"، شاحة "أننا نقول في هذا الإطار إن حكماً ديمقراطياً نظيفاً هو موجود بالفعل في أرمينيا اليوم، مع نيكول باشينيان، ولا بدّ من الاعتراف بفضله. فهذا الرجل لا يذهب في أجندات خاصّة، بل يعمل لمصلحة بلده".
ونوّهت بأن "انتخاب أشخاص مثل باشينيان يؤثر كثيراً في القرارات الدولية لصالح أرمينيا، لا سيّما أنه صاحب حكم نظيف ومحترم. وأحلم بحاكم مثله في لبنان، يُكمل الحلم الذي بدأه الشعب اللبناني ضدّ الظلم. باشينيان أتى الى الحكم في أرمينيا من خارج الإصطفاف السياسي. وعد الشعب بمحاربة الفساد وفعل. وهذا يجعله قدوة في السياسة، خصوصاً أنه مكّن أرمينيا من الصّعود سريعاً. وهذا يبقى العامل الأهمّ".