لفت المعتصمون في طرابلس الى ان أفكاراً جديدة سوف تشلّ حركة المدينة ومرافقها العامة، على غرار ما حصل امس في بلديتي طرابلس والميناء.
وقد حذّر «حراس المدينة»، بلسان رئيسها الدكتور الجامعي جمال بدوي، الحكومة من «المراهنة على الوقت وعلى تعب الحراس وعلى خروج ابناء طرابلس الثائرين من الشارع»، وقال: «نحاول استباق السلطة، فدعونا الناس الى العصيان المدني ولا نستبعد اثارة الخلافات في الشارع، ونشكر الله أنّ أحداّ لم يتمكن من إحداث شرخ بيننا وبين الجيش اللبناني ولا صدامات معه في الشارع، ونحن مطمئنون لهذا الامر، ولكن نتخوّف من أمور أخرى».
وأضاف: «اما اذا كما قال رياض سلامة انّ البلد متجّه الى الافلاس بعد 11 يوماً فهذا يعني انّ الدولة في الأساس غير قادرة على الصمود أمام إضراب عام مدته 11 يوماً، وهذا سبب اضافي لاستقالة السلطة».
عصيان مدني
وكشف بدوي عن التوجّه الى تنظيم العصيان المدني على مدى طويل، وقال: «دعونا الهيئات الاقتصادية غداً الى اجتماع في منطقة الشمال وطلبنا منهم عدم فتح ابوابهم لأنّ العصيان المدني «مطول» سنؤمّن فقط المستشفيات، على ان تفتح المصارف فقط نصف نهار، ونريد تنظيم عصيان مدني طويل الامد».
وأضاف: «لا رأس لحراك طرابلس، وعندما اعلنا الاضراب وافق معنا الجميع، ومنذ اليوم الاول قلنا اننا ننطق باسم الحراك الشعبي، وما حدث على المنصة من فوضى منذ يومين على يد جهات نراقبها وسنتصرف عند الضرورة».
وتابع: «أما بالنسبة لرئيسة جمعية «طرابلس تنتفض» السيدة سارة الشريف، فترأست المنصة بعد تسويات وبعد الفوضى التي حصلت في اليومين الماضيين. وفي النهاية نحن نعلم مع من تتعامل ومطمئنون لها. نحن مدينة التعايش والكل يحق له إبداء رأيه واقتراح افكار لاستمرار ولنجاح الثورة، ولن نسمح لتخريب صورتنا من خلال التهافت على المنصة».
واعتبر بدوي، أنّ «الحراس» «اكثر الناس تمثيلاً للشعب بحسب الاستفتاء، ولا نريد تجهيز فرق للتنسيق من اجل محاورة السلطة، بل ننسق مع البلديات، ولا نريد اقفالها بتاتاً، فجهاز الطوارئ في البلدية لا يمكن له التوقف، كذلك جهاز القضاء والامن العام. نريد عصياناً مدنياً طويلاً، ولا نريد تعطيل الناس في امورهم الملحة. نحن نمشي اليوم بين النقط ونتخوف من سيناريو الصدام لتفريق الساحات، ولكننا في المقابل نهيئ ما يشبه «التظاهرات الطيارة»، كما انّ هناك افكاراً كثيرة نحضّرها تمكننا من تحقيق غايتنا وإنجاح العصيان المدني، فلا تطبيع للحياة لغاية تنازل السلطة وتلبية المطالب. ونحن نعلم انّ المجتمع الدولي والامم المتحدة سيستمعان الى الشعوب اذا صمدت، على امل ان لا يكون مصيرنا مرتبطاً بلعبة اممية وليس بمطالبنا الشعبية، لأنّ ثورتنا هي فعلاً عابرة للطوائف».
وأشار ناشطون لـ«الجمهورية»، «انه يكذب من يقول انّه قائد الثورة، فحتى الساعة ليس من رأس واحد يدير هذه الثورة. وفي اللحظة التي سيخرج اي كان للقول بأنّه يدير ثورة طرابلس سيتحرّك ابناء المدينة لمواجهته، فهناك مجموعات ثابتة كانت بادئة بالحراك ودخلت في اليوم الخامس مجموعات اخرى، وبالتأكيد انّ هناك مجموعات متسلقة»...
«طرابلس تنتفض»
حالياً مجموعة «طرابلس تنتفض» هي التي استلمت «المنصة الطرابلسية الشعبية» وقد دخلت الى الحراك منذ خمسة ايام تترأسها سارة الشريف مديرة جمعية «رواد التنمية»، بعد السيد احمد باقيش الذي يقود حركة «ثورة المحرومين»، لكن ليس بالضرورة ان يقود الثورة من يعتلي المنصة في «ساحة النور».
يُذكر أنّ «حزب سبعة» مختفٍ تماماً عن الساحة الطرابلسية، وقد سُجلت مشاركة بسيطة لعدد من مناصريه مع مجموعة «طرابلس تنتفض».
وقال احد الناشطين: «نحن نفضّل التحرّك العملي، وهذا لا يعني اننا لا نقيّم الافكار التجددية، ولكن يجب التنبّه انّ الوضع سيئ للغاية والانهيار المالي ليس مزحة. فإذا لم تنجح ثورتنا ولم نصل الى اي نتيجة لبنان سينهار وسننهار معه»، وأضاف: «نحن نريد رئيس حكومة ورئيس جمهورية ولا نريد الفراغ».
وبحسب مجريات ليلة الأحد، فإنّ أهل المدينة باتوا ليلتهم على الطرق لمواجهة محاولات فتحها.
ومن الأسماء المؤثرة في الحراك والناشطة في طرابلس:
رئيس «حراس المدينة» جمال بدوي، المحامي رامي اشراقية رئيس «حركة لبنان المستقل»، السيد فوزي فري «انتماؤه ليس معروفاً»، سامر دبليس مجتمع مدني، قاسم الصديق غادر منذ 20 سنة المدينة وعاد منذ اسابيع للعمل مع إحدى المنظمات غير الحكومية، تمّ تقديمه على أساس أنه ناشط سياسي واجتماعي في طرابلس.
ويبقى تساؤل وتخوّف من عدم الإجماع على تحديد قيادة جدّية لإنتفاضة طرابلس، وتخوّف من انزلاقها في المجهول بعد اعلانها العصيان المدني، فهل ينجح ثوار المدينة مجدداً ويفاجئون الجميع؟