اعتبر وزير الشؤون الاجتماعية المستقيل ريشار قيومجيان، في مقابلة مع "الاخبارية"، أن "حزب الله" "يحاول اختراق الانتفاضة الشعبية وضرب وحدة اللبنانيين على مساحة الوطن عبر ارسال عناصره لافتعال المشاكل وحرف الحراك عن مساره واظهار وجود شارعين متناقضين".
وأكد قيومجيان "ان الحراك الشعبي العظيم لم يأت من فراغ بل من فشل هذه الطبقة السياسية والاكثرية الحاكمة في الايفاء بوعودها"، معتبرا ان "المحاصصة ليست فقط طائفية للاسف، بل حزبية وشخصية في كثير من الاحيان وهذا ما دفع الشعب الى الثورة". وقال: "منطق المحاصصة وتقاسم النفوذ كان قائما داخل مجلس الوزراء حيث كان فريق الرئيس سعد الحريري وفريق الوزير جبران باسيل وفريق الرئيس نبيه بري وفريق "حزب الله" هم من يتحكمون بقرارها. كنا كقوات لبنانية في الحكومة كالطير الذي يغرد خارج سربه".
وتابع: "كنا كقوات ندعو الى تحصيل المزيد من الايرادات من دون المس بجيوب الفقراء وذوي الدخل المحدود. تقدمنا بورقة اصلاحية أخذ بعدد من بنودها في الورقة التي أعلنها الرئيس سعد الحريري ولكن خطوته أتت متأخرة".
لفت قيومجيان الى ان "المشكلة هي في الثقة المفقودة بين الاكثرية الحاكمة وبين الشعب الذي نزل الى الشارع من كل الطوائف وفي كل المناطق بما فيها تلك التي تعتبر معاقل ل"حزب الله" وحركة "أمل" كالنبطية وصور".
وقال: "موقفنا معروف منذ اشهر عدة، فمنذ البدء بدراسة مشروع موازنة العام 2019 طالبنا بسلة اصلاحات لإنقاذ الوضع المالي والاقتصادي. لم يؤخذ برأينا، ووعدنا ان تبدأ الحكومة بتنفيذ اجراءات عدة قبل بدء البحث بموازنة العام 2020 ولم يتم ذلك. كما ان الدكتور سمير جعجع طالب بتشكيل حكومة اختصاصيين لإنقاذ الوضع خلال الاجتماع الذي دعا اليه الرئيس ميشال عون في مطلع ايلول في بعبدا، ولم يؤخذ بهذا الطرح ايضا".
وختم قيومجيان: "الناس يصرخون ويريدون ان يسمع وجعهم، لقد فقدوا الثقة ولا يمكن استعادتها الا بدءا بتشكيل حكومة حيادية تتألف من اخصائيين يحوزون على الثقة الداخلية والخارجية، أي المجتمع الدولي والدول المانحة".