عندما راعى سيّد الصرح مقام رئاسة الجمهورية وتعمّد إغفاله من بنود نداء بكركي، مستعيضاً عنه برفع السقف في الإصرار على المطالبة بالتعديل الوزاري، استبقه عودة فكفّى ووفّى وأوصل الرسالة قبل بدء الخلوة الروحية، «متبنّياً الانتفاضة»، ولو على حساب الفراغ، الأمر الذي لاقى صدىً شعبياً وصلت أصداؤه الى أروقة بكركي.
لم يتراجع المطران عودة عن كلامه التصعيدي المؤيّد للانتفاضة الذي أطلقه قبل انضمامه الى الخلوة الجماعية. وفي دردشة مع «الجمهورية» بعد انتهائها سألناه عن موقفه بعد اطلاق النداء الموحّد فأكد عليه، بالقول «كان جوابي للمتظاهرين ولشعبي، وذلك لحضه على البقاء في الشارع، وللقول له أنه يعيش ويشعر معهم ويعلم أنّ الشعب يطلق سبابه يومياً على الدولة ويعاتبها منذ سنين طويلة، ولذلك الأجدر بالشعب البقاء في الشارع، ولا ضرر في ذلك، الى أن تؤمّن الدولة لهم العمل. إنّ أعداداً لا تحصى من المواطنين تقصدني يوميّاً بغية المساعدة على التوظيف فلا ضرر لهذه الأعداد من لجوئها الى الشارع وبقائها فيه، وهي من المؤكد ستنسحب في حال تبدّل أداء السلطة معها وتأمّنت لها مطالبها».
أما عن أداء الجيش فرأى عودة أنّه «محرج حقاً، فهو يعلم في سرّه بأنّ عناصر الجيش ضمنياً هي مع المتظاهرين، لأنّها أصلاً من صلب الشعب، لكنه عليه «ان يؤدّي واجبه»، متمنياً أن يؤدي هذا الواجب ضمن النظام «لأننا نعلم أنّه محرج».
وسأل الدولة معاتباً: ماذا فعلت لمواطنيك حتى الساعة؟ وما هو الإنجاز الذي تحقق لمطالبة الشعب بالانسحاب من الشارع؟ وطالب الجميع بمن فيهم الاعلاميون عدم مخاطبة الشعب «بالشارع»، لأنهم ليسوا أولاد الشوارع، بل هم شعب لبنان، ومن المعيب القول «الشارع نزل والشارع انتفض».
أما عن أداء المتظاهرين فقال: «في النهاية من الجدير التصديق انّ تصرف هذا الشعب نابع من حاجته الى التعبير، لأني أعرف مشكلات المواطنين، وأغلبهم يقصدونني، وأنا ساعدت وما زلت أساعد عند المقدرة».
وأضاف: في النهاية لا يمكن لهذا الشعب الحصول على حقوقه دون التحرك وعلى الجميع المحاولة والمبادرة للحصول عليها، فهي لن تأتي اليه وهو قابع على كرسيه، فكيف سيجد عملاً اذا لم يبحث عنه، وهكذا هو مسار الحياة والشعوب».
وأعلن دعمه تحرك الشباب ولأكثر من 7 ايام لئلا تذهب انتفاضتهم سدى «فأنا لا اقبل ان ارى اطفالاً وشباباً وعائلات مجتمعة لا يأذون احداً ولا أدعمهم أو اشجعهم، لكني أدعوهم في المقابل الى التنبه ممن يدخل بينهم للتفرقة او إحداث الفتنة».
والى الممتعضين من تصرف الشباب برّر بالقول «إنّ هؤلاء الشباب حاولوا المطالبة بأشكال مختلفة فلم يتوفقوا وما العمل؟ فإذا تمادوا اليوم لأنهم لم يلقوا آذاناً صاغية ولم يجدوا اشكالاً اخرى للفت الانتباه وللقول لدولتهم «اسمعونا فنحن هنا». اما الشباب فأدعوهم الى الرصانة والثقة في اننا معهم وندعم مطالبهم المحقة ولطالما فعلنا، ونحن نعلم ما يجب علينا فعله، والله معنا».