هذه الجملة قالها مارتن لوثر كينغ في خطابٍ أمام جماهيره،وما حُلمي إلاَّ كحلمه إلاّ أن حلمه قد تحقق وهو إلغاء التمييز العنصري ضد السود،كما تحقق حلم محمد بن راشد ثم انتكسَ بخيبة،لكنّ حلمي قد دخل السرداب ولم يخرج حتى الآنَ، فعجَّل الله فرجَه الشريف،وما زلنا نُصَلِّي لأجله.
أعتقد جازماً أنّ الرئيسَ الذي أحْلُم به لم يَلِدْ ولَمْ تَلِدْهُ أرحامُ الأمهاتِ بعدُ.
وكمواطنٍ لبناني فأعلى مراتبِ حُلمي أن يَخْلَعَ الرؤوساءُ الثلاثة ُ اللباسَ الرسميَّ لِيَلْبَسُوا ثوبَ حيَّ على خير العمل، فَيَتْرُكُوا مكاتبَهم ويَتَوَجَّهوا للشارع ويستمعوا لشكاوَى وآلامِ الناس، وحلِّ مشاكِلِهم عقدةً عقدةً وملفاً ملفاً، بعيداً عن وساطةِ الوزراء والنواب والحاشية السيئة الذِّكْر، فيلتقي رئيسُ الجمهورية ِ برئيس الحكومة ووزرائِه ويسألُهم عن ملفِ كلِّ وزارةٍ بتفاصيله،ورئيسُ الحكومةِ يتابع مع كلَّ وزيرٍ بحضورِ المديرِ العام ورؤوساءِ الدوائرِ ليتحدَّثَ معهم عن كيفيةِ تطويرِ عملِ الوزارةِ من أجلِ تيسيرِ الخدماتِ وتسهيلِ المعاملاتِ للمواطنين،ويُخضِعُ الموظَّفين لورشاتِ العمل،ليتعلموا فيها أناقةَ المعاملةِ والابتسامةِ في وجهِ المواطنين ليكونوا مصدرَ سعادةٍ لكلِّ قاصد.
حلمي: أن يَترك رئيسُ الحكومةِ السرايا ويعيِّنَ مستشارَه أو نائبَه للجلوس على كرسيّه ( استقبلَ وأعلنَ وصرَّح وودّع) ويَنْزِلُ بنفسِه لِيَزورَ المدنَ والبلداتِ ويجولَ أحياءَها وشوارعَها بعيداً عن ترف المواكبات المسلحة،مصطحباً معه فريقَه الهندسي ليعمل أولاً على تصليح الطرقات العامة والفرعية،وكل منطقة يزورها يجتمع بأهلها وبموظفي إداراتها الرسمية للإطلاع على حقوقهم ومطالبهم المشروعة،فينام في كل مدينة ومنطقة يزورها حتى يتعرف على شعبه،وبذلك يشعر المواطنون بأن المسؤول عنهم ساهر على راحتهم وتأمين خدماتِهم،فالرئيسُ الناجحُ يُسَخِّر نفسَه ووقتَه لتحقيق الإنجازاتِ التي يستحقها مواطنوه بعيداً عن استغلال السياسيين.
حلمي: أن أرى رئيس مجلس النواب ينسق مع اللجان النيابية لإنتاج المزيد من القوانين التي ينتظرها المواطن ليشعر أن مجلس النواب يصون كرامته وبحمي ملكته وإنسانيته وأنّ المجلس لا شغلَ ولا عملَ له إلا سن القوانين التي ترتقي بإنسانية المواطن،حيث هو محل اهتمام السلطة التشريعية.
حلمي : أن تؤمِّن الدولةُ الكهرباءَ من رحم مياه البحار والأنهار والسدود والهواء والنفايات والغاز بمعايير تتطابق وشروط البيئة وبأرخص الأسعار ومن المنتِج إلى المستهلك من دون المرور بمافيات شركات الفيول.
حلمي :أن أرى طرقات لبنان كما رأيتها في بلاد الغرب،منظَّمةً وَمُهندسةً ونظيفةً مع حملة تشجير على الجانبين وبإضاءةٍ على الطاقة الشمسية.
حلمي: أن أذهب وأسرتي للشواطئ العامة،فأراها جميلةً تتلألأ بجمال الترتيب والخدمات المجانية ومفتوحة للناس،فلا تعديات عليها بالأبنية السلطوية.
حلمي: أن نتنزّه بحدائق تُسحر الداخل عليها بمناظر شجرها وحشائشها المتناسقة الأناقة في رسمها،ومساحتها تخولك أن تسرح في خيال تنظيمها.
حلمي: أن أرى رئيس البلدية يُشمِّر عن ساعدَيه ويطرق كل باب بلدته ويزينها كما يبني بيتاً لمستقبل ولاده،هو قريب من همومهم،ويكأنَّه أحدَ أفرادِ أسرتِهم.
حلمي : أن تتحد جهود رجال الدين من كل الأديان والمذاهب نحو نشر الوعي الديني المنفتح والفكر التنويري للتلاقي والإرتقاء بالإنسان والأوطان.
حلمي : أن أجُولَ لبنانَ فلا أرى صورةً لزعيمٍ ومتزعِّم، بل أكحل عيني بالإنجازاتِ والمشاريع التي بنتها دولتي وحكومتي والتي هي من عرق جبيني،حيث أننا من دافعي الضرائب وهم يتنعّمون بها بذخاً وإسرافاً من غير إنتاج ولا إنجاز وأمرٍ فيه إعجاز.
حلمي الأخير: لو أنني ولدتُ في بلادِ الغربِ وجئتُ لبنانَ زائراً لأحمد الله على بلاد الغرب حيث حقوقُ الحيوانِ فاقَتْ حقوقَ الإنسانِ في لبنان.
اللهمَّ ولِّ علينا خِيارَنا،وأصْلِحْ ولاةَ أمورِنا،واهدِنا سبُلَ السلامِ.