في جميع الأحوال لم ينتظر اللبنانيون برداً وسلاماً من خطاب السيد حسن نصرالله أمين عام حزب الله لمناسبة أربعينية الإمام الحسين عليه السلام، ولكنّ المفاجأة جاءت صادمة، فرغم إجماع اللبنانيين كافةً على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم وعقائدهم ومناطقهم ومراتبهم على فساد الطبقة السياسية، وفي مقدمتها تيار الرئيس عون وربيبه الوزير جبران باسيل، ورئيس مجلس الوزراء وفريقه الوزاري، كذلك حليف حزب الله الدائم الرئيس نبيه بري، أطلّ السيد نصرالله اليوم ليُثبّت أركان عهد الرئيس ميشال عون، بالقول للمتظاهرين الذين ملأوا الساحات والشوارع منذ يومين: لا تتعبوا حالكم، العهد لا يسقط ولن يسقط، وخذوها من هذه الذّقن، ماسحاً بيده عليها، العهد باقٍ والحكومة باقية ولا حاجة لتغييرها، مع توجيه رسائل مُبطّنة بالتهديد والوعيد لكلٍّ من الزعيم الجنبلاطي والرئيس سعد الحريري: لا أحد يستطيع أن يتبرأ من تبعات المرحلة السابقة، وسنلاحقكم على ما سبق ونهبتموه، لا حاجة لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة، لأنّ الوضع سيبقى على حاله، ربما يأتي نائب من هنا ويذهب نائب من هناك، لن يتغير شيء، وفّروا على أنفسكم هذه الجهود الضائعة في الشوارع، وكل ما يمكن أن نقدمه لكم اليوم(كرعايا لا كمواطنين )، ارضوا بحكومتكم هذه، ونحثها على أن تكون ب"روحيّة" جديدة ونيّة طيبة لمكافحة الفساد وإجراء الإصلاحات اللازمة، ويبقى أمام المعترضين أصحاب النوايا "السيئة" الإنسحاب من الحكومة بهدوء وسلام، هذا العهد هو قدركم وعليكم أن تدعوا الله بالصلاح لأئمتكم كما خاطب ذات يوم زياد بن أبيه أهل البصرة.
اقرا ايضا : هل يقوى طابور الثنائية الشيعية على وأد الانتفاضة؟
خطبة زياد...
أيها الناس، إنّا أصبحنا لكم ساسة وعنكم ذادة، فادعوا الله بالصلاح لأئمتكم فإنّهم ساستكم المؤدّبون لكم وكهفكم الذي إليه تأوون، ومتى يصلحوا تصلحوا، ولا تُشرِبوا قلوبكم بغضهم، فيشتدّ لذلك غيظكم ويطول له حزَنَكم، ولا تدركوا له حاجتكم، مع أنّه لو استُجيب لكم فيهم لكان شرّاً لكم..وإذا رأيتموني أنفذ فيكم الأمر فأنفذوه على إذلاله، وأيم الله إنّ لي فيكم لصرعى كثيرة، فليحذرّ كلّ امرئٍ منكم أن يكون من صرعاي.