كان خطاب خيبة للذات أولاً قبل أن يكون خيبة مكررة للناس الذين وثقوا بحزب أثقلته ملفات الفساد والسرقة والتي تبجح بفتحها صغار المسؤولين فيه لتهديد خصومهم من جماعة المستقبل وتحديداً صاحب الإختصاص بفرض الضرائب على الفقراء فؤاد السنيورة .
هوخطاب خيبة لتاريخ الحزب ولتجربته التي بدأها من الشعارات المرفوعة اليوم من النظام السياسي الفاسد الى حقوق الناس وخاصة المستضعفين في لبنان لا المحرومين كونه لم يؤمن يوماً بشعارات الإمام موسى الصدر بحيث أن القيادة الحالية للحزب شكلت حزباً جديداً في كل شيء فمن محاربة النظام اللبناني والدعوة الى عدم شرعيته الى الدفاع عنه و بشراسة لم يبديها الحزب لشعبه الذي يحتاج منه الى حماية أمام جوع فاتك و قاتل بالتأكيد لم يصل و لن يصل الى أصحاب الميزانيات المفتوحة و الذين ينعمون بنعمة النفط وما يدره الذهب الأسود عليهم من حلي و جواهر .
ومن حزب المستضعفين الى حزب الدفاع و حماية المستكبرين من الكانزين للذهب و الفضة فالمقاوم ابن الأكواخ و الأحياء الضيقة في زواريب الضاحية الجنوبية وفي دساكر الجنوب والبقاع يدافع عن القصور و الطائرات والبواخر و السفن و أصحاب الأرصدة المتضخمة في بنوك الخارج يقف حاجزاً وسدّاً منيعاً بين المحروم و الحارم يميل ميلة واحدة لنجدة من قال عنهم من فترة فصيرة بأنهم صغاراً لملوك صغار ولم يفوت فرصة الاّ واتهمهم بالخيانة وسماهم بما نهى الناس عن تسميتهم وهاهو يحسم معركة غير مفتوحة لصالح عائلة تاركاً شعباً برمته لصالح أثرياء لا تأكل النيران أموالهم وتاركاً شعباً عظيماً يبحث عن كسرات الخبز في نفايات من تحميهم عصي السلطة .
لقد قال بأن الأزمة تحتاج الى تضحيات ولم يبد تضحية تُذكر سوى أنه يثق بفتية يشاركون في أعمال مسودات الموازنة في حين أن التضحية تكمن في رفض تقاضي الرواتب في الوزارة و في المجلس النيابي و في الوظائف الأساسية واعتبار ممثليه مجاهدين لا موظفين يعتاشون على حساب الناس . لا مجال للنزول الى شارع لأن الأمر لا يحتاج الى النزول ولكن من أجل فؤاد السنيورة تنزل جحافل لاسقاطه ومن أجل التمسك بالنظام السوري الذي هرب من لبنان خوفاً من الشيطان الأكبر تنزل أمةّ لا اله الا الله للتمسك بنظام حكم لبنان بجزمة عريف في المخابرات السورية .
لا مجال لعرض بطولات تاريخية في الشارع من أجل سياسات الأن هم يدافعون عن أصحابها فالحريري ضرورة الضرورات بعد أن كلفتنا الخلافات معه فتناً و حروباً و صرف امكانيات هائلة وكذلك الأمر مع العهد الذي كلف الخلاف معه زمن الحكومة العسكرية و زمن 1559 مايزيد عن كلفة الدفاع عنه حتى الرمق الأخير .
هذه مشكلة الأحزاب الإسلامية أنها عدوة معتقداتها و شعاراتها و لأنها تتقن فن العسكر ولا تعلم علم السياسة لذا تقف مع المجرم ضد الضحية تحت سيول من التبريرات التي لا تقنع تابعاً متحرراً من ضغط المال وعبء الحلال و الحرام.