لا تزال ثورة البحرين من الثورات اليتيمة إعلامياً وسياسياً  ولا تزال أخبار هذه الثورة محصورة في دوائر إعلامية محددة ولا يتم تداول أخبار هذه الثورة إلا في نطاق ضيق جدا ومحدود وما ذلك إلا تعمية إعلامية مقصودة على هذه الثورة التي تتعرض دائما لأبشع الجرائم من قبل النظام البحريني والتي كان آخرها أستخدام غاز السارين ضد المتظاهرين العُزَّل . وقد أكدت تقارير إعلامية عدة استخدام النظام للغازات السامة ضد المحتجين والمتظاهرين الذين يطالبون بمحاسبة المسؤولين عن مقتل عدد من المواطنين من ابناء الثورة .
وأفادت مصادر صحفية أن قوات النظام البحريني اعتدت على مجموعة من النساء في منطقة دمستان بإطلاق وابل من القنابل الغازية السامة المباشرة عليهن، وأظهرت لقطات عرضها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي عناصر من قوات النظام وهم يطلقون القنابل الغازية السامة بشكل مباشر ومن مكان قريب على نساء كن يقفن بسلمية وعفوية على جانب إحدى الطرقات في المنطقة
.

وقد تسببت إطلاق عبوات الغازات السامة والخانقة التي تستخدمها القوات البحرينية ضد المحتجين، في قتل عدد من الأطفال والنساء والكبار.

من جانبها، أعربت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، عن بالغ قلقها على صحة الناشط الحقوقي "نبيل رجب" المعتقل في سجن جو المركزي لقضاء عقوبة السجن لمدة سنتين على خلفية تدوينات على حسابه الشخصي تويتر.

واعتبرت الشبكة تعنت السلطات البحرينية مع الناشط الحقوقي "نبيل رجب" ومنعه من تلقي العلاج الطبي يعد عقاباً له على نشاطه الحقوقي، محملة النظام مسؤولية تعرضه للخطر وتدهور حالته الصحية، وطالبت الشبكة سلطات المنامة بالسماح لرجب بتلقي العلاج الطبي وبالإفراج الفوري عنه.

في السياق ذاته، أكد مسئول دائرة الحريات وحقوق الانسان في جمعية الوفاق البحرينية "هادي الموسوي" أن تأجيل زيارة المقرر الخاص للتعذيب التابع للأمم المتحدة الى البلاد، يشير الى خشية النظام من النتائج التي ستدين استمرار التعذيب الممنهج.

وطالب "الموسوي" خلال مؤتمر صحفي عقده في جمعية الوفاق المعارضة الثلاثاء، السلطات بالتراجع عن هذه الخطوة والسماح للمقرر بزيارة البحرين في الموعد المقرر، وقال: إن تأجيل الزيارة نعتبره عاملاً من عوامل ارتكاب الجريمة، فلا زالت هناك عمليات تعذيب وممارسات لا إنسانية، وهناك غطاءاً لاستمرار التعذيب.

وأضاف الموسوي: طلب المقرر الخاص أسماء المعذبين وكيفية التعذيب والمواقع التي تم فيها التعذيب، حيث تفاجأ مكتب المقرر الخاص بالتعذيب بأن هناك أبناء لضباط في وزارة الداخلية قاموا بالتعذيب، حسبما أفادت قناة "العالم" الإخبارية.
وأكدت جمعية الوفاق الوطني المعارضة في البحرين أن النظام يستخدم الغازات السامة والخانقة للقتل وإلحاق الضرر بالمواطنين وليس لتفريق المسيرات

وذكرت الجمعية أن هذه المنهجية أدت إلى اصابة أعداد كبيرة من المواطنين بشكل مباشر، وشددت على أن العالم ومؤسسات حقوق الإنسان مطالبون بحماية البحرينيين من الإنتهاكات وعمليات القتل التي ينفذها النظام للإنتقام من آرائهم ومواقفهم المعارضة.
وأکدت أن من بين أساليب الإنتقام عمليات القتل الخارجة عن القانون وتعمد الإضرار بالمواطنين وممارسة العقاب الجماعي ضد مناطق بأكملها، عبر إلقاء كميات هائلة جداً من قنابل الغازات السامة والخاقة عليها، ما يخلف عشرات أو مئات حالات الإختناقات بين المواطنين خصوصاً كبار السن والأطفال.
وأبدت الجمعية تأييدها للماطلبات الدولية بضرورة وقف كل عمليات توريد الغاز المسيل للدموع للبحرين ومواد السيطرة على الحشود والجماهير، والذي أوردته الفيدرالية ضمن خطاب مفتوح أرسلته إلى الاتحاد الأوروبي في ديسمبر 2012.
ولفتت إلى أن استخدام هذه الغازات بالطريقة الخاطئة المتعمدة استمر منذ أكثر من عام ونصف، وتلقى هذه القنابل بكميات كبيرة جداً وخارجة عن المعقول في محيط المنازل والأحياء المكتظة بالسكان، ما يضاعف خطر الإصابات التي قد يتعرض لها الأبرياء وتصل إلى حد الوفاة.
وأشارت إلى أن عشرات المواطنين في البحرين قتلوا جراء هذا الإستخدام الخاطئ للغازات السامة والخانقة، وأن أكثر من نصف ضحايا العنف الرسمي الذي تستخدمه قوات الأمن ضد المتظاهرين والمواطنين السلميين هم نتيجة هذه الأسلحة التي تبدوا في ظاهرها أنها أسلحة لتفريق الحشود، بيما تستخدمها قوات الأمن في البحرين للقتل والتصفية الجسدية للمعارضين.
وشددت على أن ماتقوم به قوات الأمن في البحرين هو إستخدام غير إنساني لقنابل الغازات المسيلة للدموع، وهو إستخدام خطير ولا يعبأ بأرواح المواطنين ولا يقل خطورة عن الرصاص الحي والأسلحة القاتلة الأخرى.
وأبدت قلقها الكبير وشكوكها حول المكونات الحقيقية التي تتشكل منها هذه القنابل التي يستوردها النظام من الخارج، إذ لا يمكن وصفها بـ"المسيلة للدموع" فقط، فهي غازات سامة وقاتلة وخطيرة، ويستحيل معها التنفس، وقد تحدث عنها أطباء في كونها تهيج الأعصاب وتتسبب في حالات غثيان وفقدان للوعي بشكل غير طبيعي، ووصلت في أحيان كثيرة إلى الإختناق حتى الموت خصوصاً بالنسبة للعجزة والأطفال.