تعتبر جزئيات المحليات الاصطناعية مماثلة بشكل كافٍ لجزيئات السّكّر، لكنّها تختلف عمومًا بشكل كبير عن السّكّر بالنسبة للجسم حين يتعلق الأمر بتفتيتها وتحويلها لسعرات حرارية، وربّما تلك هي الطريقة التي توفّر بها تلك المُحليّات الاصطناعيّة طعمًا حلوًا من دون السُّعرات الحراريّة المُضافة، ولا توجد سوى أنواع قليلة من تلك المُحليّات التي تحظى بقوام يمكن للجسم تفتيته إلى سعرات.
وهناك عديد الأنواع من تلك المُحليّات في الأسواق، لكنْ لا تستخدم جميعها في كلّ البلدان، وأشهرها: الأسبرتام، السكروز، السكرين، النيوتام وأسيسلفام البوتاسيوم.
ولفت خبراء إلى أنَّ المُحليّات الاصطناعيّة تحظى بقدر من الشعبيّة في أوساط الأشخاص الذين يحاولون إنقاص أوزانهم، ومع هذا، فقد تتفاوت تأثيرات تلك المحليات على الشهية والوزن، وذلك حسبما أظهرت نتائج بعض الدراسات.
تأثيرها على الشهية
يعتقد بعض الناس أنَّ المُحليّات الاصطناعيّة ربّما تزيد الشّهيّة وتعزّز زيادة الوزن، والفكرة هي أنّها قد لا تتمكّن من تفعيل مسار مكافأة الغذاء اللازم لجعل الجسم يشعر بالشّبع بعد تناول الطعام.
كما يظنّ بعض العلماء أنَّ الجسم يحتاج لتناول المزيد من الأطعمة المضاف لها مُحليّات اصطناعيّة مقارنة بالأطعمة المحلّاة بالسّكّر للشّعور بالشّبع،. كما قيل إنَّ تلك المُحليّات ربّما تزيد الرّغبة في تناول الأطعمة السّكّريّة، بالإضافة إلى ذلك لم تدعم كثير من الدراسات التي أجريت مؤخرًا فكرة أنَّ المُحليّات الاصطناعيّة تزيد في واقع الأمر الشّعور بالجوع أو مقدار ما يتمّ تناوله من سعرات حرارية.
تأثيرها على الوزن
سبق أنْ ربطت بعض الدراسات التي أجراها الباحثون على أساس الرّصد والمراقبة بين تناول المشروبات المضاف لها مُحليّات اصطناعيّة وبين البدانة، لكن في المقابل أظهرت دراسات أخرى أجريت بشكل عشوائيّ أنَّ المُحليّات الاصطناعيّة قد تحدّ من وزن الجسم، كتلة الدّهون ومحيط الخصر.
وأظهرت الدراسات ذاتها أنَّ استبدال المشروبات الغازيّة العاديّة بأخرى خالية من السّكّر أمر من الممكن أنْ يقلّل مؤشّر كتلة الجسم بمقدار يتراوح ما بين 1.3 إلى 1.7 نقطة.
كما أنَّ اختيار الأطعمة المحلّاة اصطناعيًا بدلاً من المزوّدة بسكر مضاف قد يحدّ من عدد السّعرات اليوميّة، ويمكن لتلك المشروبات المحلّاة اصطناعيًا اأنْ تكون بديلاً سهلاً بالنسبة لهؤلاء الذين يداومون على تناول المشروبات الغازيّة، ويريدون تقليل استهلاكهم من السّكّر.
المُحليّات الاصطناعيّة والسّكّري
يستفيد مصابو السّكّري من تلك المُحليّات لأنّها تمنحهم مذاقًا حلوًا دون الزّيادة المصحوبة في مستويات السّكّر بالدّم، ومع هذا فقد أفادت بعض الدراسات أنَّ شرب صودا الدايت أمر يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالسّكّري بنسبة تتراوح من 6 لـ 121%، وهو ما يعني ضرورة إجراء مزيد من البحوث للوقوف فعليًا على حقيقة الأمر.
المُحليّات الاصطناعيّة ومتلازمة التّمثيل الغذائيّ
ثبت أنَّ تلك المُحليّات من غير المرجّح أنْ تزيد خطر الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائيّ، وأنَّ استبدال المشروبات السّكّرية بأخرى محلّاة اصطناعيًا قد تحدّ من خطر الإصابة بالعديد من الحالات الطبيّة.
المُحليّات الاصطناعيّة وصحّة الأمعاء
في بعض الأحيان تتسبّب تلك المُحليّات في تعطيل توازن بكتيريا الأمعاء لدى بعض الناس، ما قد يزيدُ من خطر الإصابة بمرض السّكّري، ومع هذا، يجب إجراء مزيد من الدراسات للتأكّد من الأمر.
المُحليّات الاصطناعيّة والسّرطان
استنادًا إلى بعض الأدلة البحثية المتوافرة حاليًا، من غير المرجّح أنْ تتسبّب تلك المُحليّات في زيادة خطر الإصابة بالسّرطان لدى البشر، وهو ما أظهرته أكثر من 30 دراسة بحثية.
المُحليّات الاصطناعيّة وصحّة الأسنان
حين يتمّ تناول تلك المًحليّات بدلاً من السّكّر، فإنّها تحدّ من خطر الإصابة بتسوّس الأسنان، حيث ثبت من الدراسات أنَّ تلك المُحليّات لا تتفاعل مع البكتيريا الموجودة في الفم، وهو ما يعني أنّها لا تُشَكِّل أو تُكَوِّن أحماض ولا تتسبّب في تسوّس الأسنان.
الأسبرتام والصّداع والاكتئاب والنّوبات المرضية
ثبت أنَّ المُحليّات الاصطناعيّة لا تتسبّب الإصابة بأيّ من تلك المشكلات، لكنْ تبيّن في الوقت نفسه أنَّ بعض الأفراد ربما يكونون أكثر حساسية تجاه تلك التأثيرات من غيرهم.
وبشكلٍ عام، يمكن القول إنَّ المُحليّات الاصطناعيّة تعتبر آمنة، لكن يجب الحذر منها وعدم تناولها من جانب الأشخاص الذين لا يقدرون على تمثيل مادة الفينيل آلانين غذائيًا، أو الأشخاص الذين يعانون من حساسية من مركّبات السلفوناميدات.