في خطوة من شأنها أن تمهّد لتطورات كثيرة على المشهد السوري، تخوض سوريا وتركيا حوراً ومحادثات "مستمرة"، بحسب ما كشف موقع "روسيا اليوم"، نقلاً عن مصادر روسية.
وفي التفاصيل أنّ روسيا أكّدت أنّه سيتم منع وقوع اشتباك بين الطرفين، وذلك على وقع عملية "نبع السلام" التي أطلقتها تركيا الأربعاء الماضي في شمال سوريا.
من جهته، علّق المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرينتيف، على احتمال اندلاع نزاع عسكري تركي-عسكري قائلاً: "أعتقد أن حدوث أي اشتباك ليس في مصلحة أحد بل أمر غير مقبول، ولهذا السبب نحن بالطبع لن نسمح بذلك".
وكشف لافرينتييف عن "حوار مستمر" بين سوريا وتركيا، موضحاً في هذا السياق أن الاتصالات جارية "عبر قنوات وزارات الدفاع والخارجية والاستخبارات".
تصريح لافرينتيف هذا يتطابق مع معلومات سبق أن أوردتها صحيفة "الأخبار"، إذ كشفت، نقلاً عن مصادر دبلوماسية روسية، أن "لقاء حصل بالفعل بين اللواء علي مملوك ومدير المخابرات التركية حاقان فيدان في موسكو قبل أكثر من شهر".
وفي الفترة التي سبقت انطلاق "نبع السلام"، أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف أن بلاده ترغب في حصول محادثات بين تركيا والسلطات السورية. إذ قال لافروف في تصريحات على هامش زيارته إلى تركمانستان: "سندافع من الآن فصاعداً عن ضرورة إجراء حوار بين تركيا وسوريا"، علماً أنّه تردّد منذ حوالي الشهر تقريباً، في أوساط سياسية ودبولوماسية، أن هناك سعياً إيرانياً وروسياً إلى فتح قناة للحوار بين أنقرة ودمشق.
موقف روسيا من "نبع السلام"
شدد لافرينتيف في حديثه على أن روسيا لم تؤيد أبدا العملية العسكرية التي تشنها تركيا شمال شرق سوريا، على الرغم من التصريحات التي أدلى بها الجانب التركي.
وقال ردا على سؤال حول الموضوع: "لا، دعونا تركيا دائما إلى ضبط النفس، واعتبرنا دائما أن تنفيذ أي عملية عسكرية في الأراضي السورية أمر غير مقبول"، مؤكداً ضرورة أن يكون أمن حدود سوريا مع تركيا مضمونا من خلال انتشار القوات الحكومية السورية في الأراضي الواقعة على طول المنطقة الحدودية بين البلدين.
وأكد لافرينتييف أن روسيا تبذل جهود وساطة لتفعيل الحوار بين السلطات السورية والقوى الكردية، لافتا إلى أن قاعدة حميميم الروسية استضافت مفاوضات بين الطرفين، لكن نتائجها غير معروفة حاليا.
وأشار إلى أن تركيا دفعت الطرفين عمليا لخوض الحوار، معربا عن أمله في أن يمثل ذلك "خطوة كبيرة على طريق إعادة سيادة سوريا ووحدة أراضيها واستقلالها"، مذكّرا بأن روسيا "قامت دائما بخطوات وساطة معينة في هذا الاتجاه".
بوتين يبحث مع أردوغان الوضع في سوريا ويدعوه لزيارة روسيا
قال الكرملين في وقت متأخر من أمس الثلاثاء إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحدث هاتفيا مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان بشأن سوريا ووجه له دعوة لزيارة روسيا في الأيام القليلة المقبلة.
وأضاف الكرملين أن بوتين وأردوغان اتفقا خلال المكالمة الهاتفية على ضمان سلامة الأراضي السورية.
وقال الكرملين في بيان "وجه فلاديمير بوتين الدعوة لطيب أردوغان للمجيء إلى روسيا في زيارة عمل خلال الأيام المقبلة. وقد تم قبول الدعوة".
وجاء في البيان أن الزعيمين بحثا أيضا الحاجة إلى تجنب حدوث مواجهات بين الجيشين التركي والسوري.