أظهرت استطلاعات لأصوات الناخبين فوز المرشح المستقل قيس سعيد في الجولة الحاسمة لانتخابات الرئاسة التونسية بنسبة تتجاوز 70% من مجموع الأصوات، على منافسه نبيل القروي رئيس حزب "قلب تونس".
وقال سعيد في أول كلمة له بعد إعلان حملته فوزه في الانتخابات إن "عهد الوصاية انتهى"، وأكد أن مشروعه السياسي قائم على الحرية، وحيّا جموع التونسيين الذين صوتوا له والذين لم يصوتوا له على حد سواء، ووصف ما يجري بأنه "مرحلة تاريخية يستلهم الآخرون منها العبر".
وأكد أنه سيعمل على دعم القضايا العادلة، وأولاها القضية الفلسطينية، لأن الثورة التونسية "ثورة ذات بعد إنساني"، حسب تعبيره، كما أكد أن بلاده ستواصل احترام تعهداتها الدولية.
وقال سعيد إن أول زيارة خارجية له بعد تسلم مهامه رئيسا لتونس ستكون إلى الجزائر، كما عبر عن أمله أن تتاح له فرصة لزيارة ليبيا.
من جهته، قال المرشح نبيل القروي -في مؤتمر صحفي عقب إعلان التقديرات الأولية لنتائج الانتخابات- إنه لم يحظ بحملة انتخابية عادلة، ورأى أن الفرص لم تكن متكافئة مع منافسه.
وأضاف أن جوهر الحملة الانتخابية يتمثل في الاتصال المباشر مع ناخبيه، وهو ما لم يحظ به، حسب تعبيره. وقال إنه سينتظر النتائج الأولية الرسمية لاتخاذ خطوات مناسبة.
وخرج آلاف التونسيين إلى الشوارع للاحتفال بالنتائج الأولية للانتخابات. ورفع أنصار سعيد العلم التونسي، ورددوا مقاطع من أغان طالما تغنى بها الشعب أيام الثورة عام 2011، كما رددوا شعارات ثورية مساندة لسعيد.
وقدمت حركة النهضة التهنئة لسعيد، ودعت أنصارها للالتحاق والاحتفال مع الشعب التونسي بشارع الثورة، في إشارة إلى شارع الحبيب بورقيبة (وسط تونس).
التقديرات الأولية
وكانت مؤسسة "سيغما كونساي" لسبر الآراء في تونس أعلنت فوز قيس سعيد بنحو 77% مقابل 23% لمنافسه نبيل القروي. أما مؤسسة "أمرود" لسبر الآراء فقالت إن سعيد حصل على 72.53% من الأصوات مقابل 27.74% لصالح منافسه القروي.
وأفادت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات -في مؤتمر صحفي عقب بدء فرز الأصوات- بأن نسبة التصويت في 70% من مراكز الاقتراع بلغت 57.8%، ومرشحة للارتفاع.
وأشارت الهيئة إلى أنها سجلت بعض التجاوزات القانونية، مؤكدة أنها لم تؤثر على حسن سير عملية الانتخاب.
ووفق الهيئة، فإن نحو ستة آلاف مراقب من ست منظمات أهلية، بالإضافة إلى سبعمئة مراقب أجنبي كانوا يراقبون سير عمليات الاقتراع، مشيرة إلى أنها منحت أكثر من 33 ألف اعتماد لممثلي المترشحين المتنافسين في الجولة الثانية لمراقبة سير الاقتراع.
من جهته، قال رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات الرئاسية في تونس فابيو ماسيمو كاستالدو إن الاقتراع خلال الفترة الصباحية جرى بطريقة سلسة، احترمت فيها القوانين الانتخابية، ولم تشهد أي إخلالات واضحة.
وكان المرشح المستقل قيس سعيد حل في المركز الأول خلال الجولة الأولى من الانتخابات بنسبة 18.4% من الأصوات، مقابل 15.6% لصاحب المركز الثاني نبيل القروي.