القى رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان والذي يزور العاصمة الإيرانية حاليا على عاتقه مهاما صعبة ولكنها ليست مستحيلة وهي الوساطة بين جارته إيران وحليفته المملكة السعودية. هذا وأن المسؤولين السعوديين لا يحبذون استخدام مفردة الوساطة التي جرت على لسان عمران خان خلال لقائه الرئيس الإيراني حسن روحاني على هامش الاجتماع العام السنوي لمنظمة الأمم المتحدة بنيويورك سبتمبر الماضي. وصحح وزير الدولة السعودي عادل الجبير تصريح المتحدث الرسمي لحكومة روحاني الذي قال ان السعوديين طلبوا الحوار معنا. ولكن الجبير قال ان هذا التعبير ليس دقيقا.
وربما التحفظ السعودي دفع برئيس الوزراء الباكستاني إلى التعبير عما يقوم به هو خلال الاسبوع الجاري بأنه مبادرة خاصة لتسهيل العلاقات بين طهران والرياض وليس الوساطة بين البلدين كما ان المصادر الرسمية الباكستانية عبرت عنها بانها تمهيد لطريق خفض التوتر بين إيران والسعودية.
لا عبرة بالاسماء وإنما بالمضامين كما أن التقدم من اجل حلحلة الأزمة الراهنة ليس مثيرا للخجل. فإن المسؤولين الإيرانيين الكبار من الرئيس روحاني وصولا إلى علي لاريجاني رئيس البرلمان مرورا بوزير الخارجية ظريف أعلنوا ان إيران مستعدة للتطبيع مع السعودية والدخول في التفاوض معها عبر الوسيط أو بدون الوسيط وبشكل مباشر. كما ان وزير النفط الإيراني بيجن زنغانه كشف عن لقائه مع نظيره السعودي على هامش اجتماع وزراء النفط بالعاصمة الروسية موسكو.
اقرا ايضا : هل بدأت حرب الناقلات النفطية
وقال روحاني اليوم بأن بلاده سترد على اي مقترح للحوار بالايجابية.
ان إيران اعلنت اليوم على لسان رئيسها بأنها تعتبر ان مفتاح حل المشاكل هو إنهاء حرب اليمن مما ينبغي أن يتبعه ترحيب المملكة السعودية التي لم تخف رغبتها في انهاء تلك الحرب. فإن الحوثيين اعلنوا عن استعدادهم لوقف هجماتهم على السعودية.
وكان الرد السعودي هو إنها تحكم على الافعال لا الأقوال.
واذا كانت المملكة تريد ان تحكم على الأفعال فيمكن لها أن تنظر استعداد إيران للحوار وتطبيع العلاقات كضمان لوقف الحرب في اليمن.
ان الأجواء المسيطرة على زيارة عمران خان لطهران كانت إيجابية مما يبقى باب الأمل مفتوحا لنجاحه في في هذه المهامة التي ستعطي ثمارها يوم الثلاثاء المقبل خلال زيارته للعاصمة السعودية.
ان إيران تحرص كل الحرص على إعادة مياه العلاقات مع السعودية إلى مجاريها وتامل بأن المملكة تكون لديها إرادة جدية في فتح صفحة جديدة للعلاقات. ان التطبيع بين البلدين سيريح المنطقة من معظم الأزمات التي تعيشها وتعاني منها.