في لبنان، تخيّر الأم الشيعية على وجه التحديد، في حال قرّرت الإنفصال عن زوجها بين جهنّمين، خصوصًا تلك التي تسللت وتغلغلت بعلاقتها مع زوجها، المشاكل والكره والغضب. لذا هي مُجبرة، إمّا أن تتعايش مع جهنّم زوجها وترضخ، علمًا أنّ عواقب هذا القرار بات معروفًا لا سيما تلك التي العلاقة التي يطغى عليها العنف، وإمّا أن تختار أن تعيش في جهنّم البعد عن أطفالها، وذلك لأنّها أرادت أن تنعم بحياة طبيعية، وتتخلّص ممّن كان يومًا "غلطة حياتها".
كلاّ لن تستطيعي المضي قدُمًا عزيزتي مرّة أخرى. ولن يكون لك ما أردتي، إلاّ اللهم من ابتسم لها الحظ واستطاعت أن تحظى بشريك يتمتّع بجرعة زائدة من الوعي عن أقرانه، ويُدرك تمامًا أنّ بقاء الطفل في حضن والدته يوازي أهميّة البقاء معه.
إقرأ أيضًا: حسين ونوح: صداقة طويلة وقدر مشترك.. على طرقات لبنان!
النضال الفعليّ ضدّ قوانين المحاكم الشرعية وإعلاء الصوت بوجهها بدأ منذ سنوات قليلة، وما زال مستمرًا حتى الآن. ورغم عرض عدّة صفحات وبرامج تلفزيونية معاناة الأمهات الشيعيات بعد الطلاق من الحرمان من أطفالهنّ ومعاناة هؤلاء الصغاء كذلك، يبدو أنّ القصص والفيديوهات المماثلة لم ولن تنته، إذ عرضت صفحة "أمومتي ضد المحاكم الجعفرية"مؤخرًا، مشهدًا قاسيًا ومقززًا من جديد، من سيناريو وإخراج هذه المحاكم وقوانينها أيضًا، التي لن تتوقّف "والخير لقدام" طالما أنّ المعنيين لم يحركوا أي ساكن بعد.
الفزع في صوت طفلة ظهر في الفيديو وهي "تُنتزع" من والدتها بعدما حضر والدها إلى مخفر الدرك لأخذها، لخّص كلّ ما يُمكن أن يُقال وسيُقال فيما بعد. وإن كان صوتها وصريخ غيرها من الأولاد لم يهزّ هؤلاء القضاة بعد، يبقى الرجاء من كلّ من سيُشاهد تلك اللقطات القاسية ممّن يتطلّع لوضع طفله في هذا الموقف، بأن يتعظ- على أمل.. والسؤال المستمر: من التالي؟