وأرسل الرئيس الروسي فلاديمير بوتن تعازيه لعائلة ليونوف، واصفا إياه بأنه "رائد حقيقي وشخص قوي وبطل".
وبعيد إعلان وفاته، قطعت إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) تغطيتها المباشرة للسير خارج محطة الفضاء الدولية لاثنين من روادها الجمعة، وأعلنت خبر وفاة ليونوف، وكرس مركز الفضاء في هيوستن عملية السير في الفضاء الخارجي لأول إنسان يمشي في الفضاء.
وكان ليونوف رمزا في بلده وكذلك في الولايات المتحدة، لدرجة أن كاتب الخيال العلمي الراحل آرثر سي كلارك أطلق اسمه على سفينة الفضاء السوفيتية عام 2010 تيمنا، به وذلك في السلسلة التلفزيونية "أوديسا الفضاء: 2001".
وقبل 54 عاما، وتحديدا في الثامن عشر من مارس عام 1965، أصبح ليونوف أول إنسان يخطو في الفضاء الخارجي عندما خرج من الكبسولة الفضائية "فوسخود 2"، وقام بالمشي بينما ظل مربوطا بالكبسولة بواسطة حبل.
وبعد أعوام من رحلته وسيره في الفضاء، قال رائد الفضاء الأسطوري: "دخلت في هذا الفراغ ولم أقع فيه. كنت مفتونا بالنجوم. كانت في كل مكان، فوق. تحت. على اليسار وعلى اليمين. ما زلت أسمع أنفاسي ونبضات قلبي في هذا الصمت المطبق".
ويمثل السير في الفضاء دائما درجة عالية من المخاطرة، لكن مشروع ليونوف الرائد كان محفوفا بالمخاطر أكثر من أي شيء آخر، ومدمرا للأعصاب بشكل خاص، وفقا للتفاصيل التي كشف عنها بعد عقود.
ومن بين هذه التفاصيل أن بذلته الفضائية تضخمت كثيرا في فراغ الفضاء لدرجة أنه لم يستطع العودة إلى المركبة الفضائية، وكان عليه أن يفتح صماما لتقليل كميات الهواء في بزته الفضائية حتى يتمكن من الوصول إلى فتحة الكبسولة الفضائية ودخولها.
واستغرقت أول عملية مشي في الفضاء الخارجي 12 دقيقة، ومنح على إثر هذا الإنجاز لقب بطل الاتحاد السوفيتي، مع العلم أن أول عملية مشي في الفضاء الخارجي نفذتها الولايات المتحدة كانت بواسطة رائد الفضاء إد وايت، وذلك بعد نحو 3 أشهر من رحلة ليونوف.
يشار إلى أن ليونوف ولد في 30 مايو 1934، في قرية ليستفيانكا في الاتحاد السوفيتي، وكان من أوائل الذين انضموا إلى صفوف القوات الفضائية السوفيتية عام 1953.
وعام 1959 عمل مدربا لرواد الفضاء في الاتحاد السوفيتي، وأوكلت إليه العديد من المهام الفضائية، حيث شارك في رحلة "فوسخود-2"، وكان قائدا لرحلة "سويوز-19" في يوليو 1975، وله العديد من البحوث العلمية المهمة في مجال الفضاء.