يمكن لآلاف النساء التغلّب على أحد أكثر أشكال سرطان الثدي فتكاً وذلك بفضل علاج جديد، بعدما وجد العلماء أنّ دواء معيناً مقترناً بالأنظمة المناعية يجب أن يتناوله المرضى إلى جانب العلاج الكيماوي.
إنّ سرطان الثدي (Breast Cancer) هو مرض يصيب النساء بالتحديد، لكنه قد يصيب الرجال أيضاً، وإن كان بنسبة أقل بكثير. وتوصّل الأطباء مؤخراً إلى إنجازات كبيرة في مجالَي الكشف المبكر والعلاج لمرض سرطان الثدي، لينخفض عدد الوفيات الناجمة عن المرض. كان الكشف عن سرطان الثدي سابقاً يعني استئصاله بالكامل، أمّا اليوم فإنّ هذه العمليات لا تُجرى إلّا في حالات نادرة، إذ يوجد مجموعة واسعة من العلاجات المتوافرة.
في أحدث التطورات الطبية المرتبطة، ذكرت صحيفة طبية بريطانية أن الأشخاص الذين يعانون من أورام (سلبية ثلاثية) هم أكثر عرضة للشفاء من المرض قبل إجراء الجراحة، مما يزيد من فرصة عدم عودة المرض أبداً. ويمكن أن يكون العلاج مُتاحاً على جدول هيئة الصحة الوطنية خلال السنتين أو الثلاث سنوات المقبلة، وفقاً للصحيفة.
وقال الباحث بيتر شميد من جامعة كوين ماري في لندن: «هذا النهج يمكن أن ينقذ الآلاف من الأرواح». وفي معرض تقديم البيانات في برشلونة إلى الجمعية الأوروبية لطبّ الأورام، قال إنّ 1200 امرأة شاركت في الدراسة تمّ مَنح ثلثي المشاركات عقاقير العلاج المناعي مع العلاج الكيميائي، في حين كانت الباقيات يعتمدن العلاج الكيميائي فقط.
وبالنسبة للمجموعة الأولى، بلغت فرصة اختفاء السرطان، المعروفة باسم الاستجابة المرضية الكاملة، قبل الجراحة 65 بالمئة. أمّا بالنسبة للمجموعة التي تلقّت العلاج الكيميائي فقط، فقد بلغت نسبة فرصة اختفاء السرطان 51 بالمئة، أي بفارق 27 بالمئة.
ويصيب سرطان الثدي حوالى 55 ألف بريطانية في السنة، ويمثّل الشكل السلبي الثلاثي حالة واحدة من كل 6 حالات، ويقتل ربع المرضى في غضون 5 سنوات، وهو أكثر شيوعاً لدى مَن تقل أعمارهم عن 40 عاما.
ووصف البروفيسور تشارلز سوانتون، من أبحاث السرطان، العلاج الجديد بأنه «خيار واعد».
ونذكر أنّ هذا الشهر - تشرين الأول - هو شهر التوعية من سرطان الثدي في بلدان العالم كافة. وخلاله تعمل كافة الجهات الرسمية والمنظمات غير الحكومية للمساعدة على زيادة الاهتمام بهذا المرض، وتقديم الدعم اللازم للتوعية بخطورته، والإبكار في الكشف عنه وعلاجه، فضلاً عن تزويد المُصابين به بالرعاية المُخفِّفة لوطأته.