مع التقدم التكنلوجي وتطور الصناعة، وزيادة التلوث البيئي، انتشرت الأورام السرطانية بكثرة، وبأنواع كثيرة في مختلف أجزاء الجسم، ولعل أشهرها سرطان الثدي. سنتناول فيما يلي أنواع سرطان الثدي، وطرق علاجه، ومسبباته بالتفصيل:
مرض سرطان الثدي:
يسمى التغيير في عمل ونمو الخلايا المكونة لأنسجة الثدي وعدم القدرة على التحكم بنموها أورام قد تكون حميدة، أو خبيثة والتي تعرف بأورام سرطانية، ويتم تحديد الأورام إن كانت حميدة أم لا بإجراء فحص مخبري للأنسجة بعد أخذ خزعة من الكتلة المراد تحليلها.
ولا يقتصر سرطان الثدي على النساء فقط، وإنما قد يصيب الرجال أيضاً. ويعتبر سرطان الثدي ثاني أكثر أنواع السرطانات انتشاراً بين السيدات بعد السرطانات الجلدية.
أسباب الإصابة بسرطان الثدي:
أسباب وراثية، إذ تعد 5-10% من حالات سرطان الثدي بسبب وجود خلل وراثي في جين سرطان الثدي الأولBRCA1، أو جين سرطان الثدي الثاني BRCA2، مما يجعل احتمالية التعرض لسرطان الثدي لدى نساء العائلة التي تحتوي على هذه الجينات المورثة مرتفعة نسبياً.
التعرض للإشعاعات في منطقة الصدر لمعالجة ورم لمفي في مرحلة الطفولة أو المراهقة وقت نمو الثدي وتطوره، إذ يزيد التعرض للأشعة العلاجية نسبة الإصابة بسرطان الثدي لاحقاً.
التعرض للملوثات كالهيدروكربونات الموجودة في الدخان، واللحوم الحمراء المشوية بالفحم.
الإفراط في تناول أقراص منع الحمل.
العلاج الهرموني، إذ يزيد من نسبة الإصابة بسرطان الثدي.
عيوب جينية أخرى، حيث تعمل العيوب الجينية المتوارثة بين الأجيال في كل من جين رنح توسيع الشعيرات ataxia - telangiectasia mutation gene، جين كناز- حاجز دورة الخلية CHEK-2، وجين رقم P53، والجين المسؤول عن لجم الأورام، زيادة احتمال نسبة الإصابة بسرطان الثدي إلى 50%.
أنواع سرطان الثدي:
يوجد ثلاثة أنواع شائعة لسرطان الثدي، ونوعين غير شائعيين ولكنهما لا يقلان أهمية عن الأنواع الشائعة، وتوجد أعراض واضحة لمرض سرطان الثدي في العادة، ولكن قد لا تظهر أعراض واضحة للأنواع غير الشائعة منها، الأمر الذي يجعل انتشاره سريعاً واكتشافه في وقت مبكر أمراً صعباً. فيما يلي سنستعرض هذه الأنواع والأعراض دالة على كل نوع:
أنواع سرطان الثدي الشائعة:
سرطان القنوات في موضعها الطبيعي: ويُطلق عليه السرطان غير الغازي أو قبل الغازيDuctal Carcinoma in Situ، حيث الخلايا المبطنة للقنوات تتحول إلى شكل من أشكال الخلايا السرطانية مع فارق وحيد وهو عدم انتشار الورم في بقية أجزاء الثدي. وبحسب طبيعتها فهي لا تنتشر في بقية الخلايا، إذ تعتبر في هذه الحالة مرحلة ما قبل السرطان، ويمكن أن تتطور في بعض الأحيان لتشكل نسيجاً سرطانياً ويمكن أن يبقى على حاله، وحتى الآن لا يوجد فحص مضمون، أو وسيلة معروفة للكشف عن قابلية تحول وتطور هذه الخلايا إلى خلايا سرطانية أم لا، ولكنها تبقى في معظم الحالات كورم حميد.
سرطان القنوات الغازي أو المتسلل: تعتبر هذه الحالة الأكثر انتشاراً بين أنواع سرطان الثدي حيث أن من بين كل عشر نساء مصابات بسرطان الثدي ثمانية منهم من نوع سرطان القنوات الغازي أو المتسللInvasive ductal carcinoma. يبدأ هذا النوع من سرطان الثدي من قنوات الحليب، ثم تتطور لتكسر الجدران الملاصقة لها حيث تنتشر في الأنسجة الدهنية في الثدي، ومنها إلى أجزاء أخرى من الجسم من خلال الجهاز الليمفاوي والدم.
سرطان الغدد الغازي: يبدأ سرطان الغدد الغازيInvasive laboular carcinoma في الغدد المنتجة للحليب كالنوع السابق، إلا أنه يصعب اكتشافه من خلال فحص الأشعة الاعتيادي. وتمثل هذه الحالة نسبة واحد لكل عشر سيدات مصابات بسرطان الثدي.
أنواع سرطان الثدي غير الشائعة:
سرطان الثدي الإلتهابي: يعد أحد أنواع سرطانات الثدي النادرة، حيث يشكل نسبة 1% إلى 3% من مجمل حالات الإصابة بسرطان الثدي، وتبدأ أعراضه بالظهور بوضوح على الجلد الخارجي للثدي، إذ يتحول لون الجلد إلى اللون الأحمر ويصبح أكثر دفئاً وحرارة، والجلد أكثر سمكاً ليبدو بعدها كقشر البرتقال، فتقف الخلايا السرطانية كجدار حاجز بين الأوعية الليمفاوية والثدي، ونتيجة هذه الحالة تتسبب بضرر كبير لشكل الثدي الخارجي، إضافةً إلى أنها تسبب الحكة والاحمرار. يصعب اكتشاف هذا النوع من سرطانات الثدي باستعمال جهاز الماموجرام، فأعراض سرطان الثدي الإلتهابي Inflammatory breast cancer تتشابه مع أعراض الأمراض الجلدية العادية، الأمر الذي يتسبب في سرعة انتشاره ووصوله إلى مراحل متقدمة قبل الكشف عنه، والبدء في مراحل العلاج.
إصابة الحلمة: سرطان إصابة الحلمة Paget disease of the nipple وهو أحد الأنواع النادرة في الحصول، حيث أنها تشكل نسبة 1% من مجمل الحالات، ويبدأ في القنوات الحليبية ثم ينتشر على جلد الحلمة والهالة الداكنة المحيطة بها، لتبدو وكأنها قشور حمراء اللون، وقد تتسبب بالحكة والنزيف فتبدو كآثار الحرق. يرتبط في الغالب هذا النوع مباشرةً بالأنواع السابقة ويعامل معاملة الأنواع الغازية ويكون العلاج في الغالب باسئصال الثدي للأسف.
طرق علاج سرطان الثدي:
يتوفر عدة طرق لعلاج سرطان الثدي، ويتم اختيار أحدها بناءً على عدة معايير كعمر الورم وحجمه ومدى انتشاره، بالإضافة إلى نوع السرطان والحالة الصحية لصاحبة المرض وعمره، وهذه الطرق هي:
الجراحة لعلاج سرطان الثدي: يتم اللجوء إلى الحل الجراحي في حال كانت حجم الأورام متوسطة أو صغيرة الحجم، وتقع في مكان لا يشكل خطراً على سلامة المريض، ويكون إما باستئصال الكتلة السرطانية عندما تكون صغيرة الحجم، أو استئصال الثدي بشكل كاملاً من أنسجة وغدد حليبية والقليل من الجلد. وقد يتم من خلال استئصال الغدد الليمفاوية؛ لمنع انتشار السرطان في الجسم عن طريق العقد الليمفاوية في الجسم.
العلاج الكيميائي لسرطان الثدي: يتم اللجوء للعلاج الكيميائي في العادة بعد إجراء استئصال الورم جراحياً، للقضاء على ما تبقى من الأورام التي لا يمكن الكشف عنها من خلال الصور الإشعاعية، كما ويتم استخدامه قبل استئصال الورم لتصغير حجمه، وتسهيل العملية الجراحية اللازمة لاستئصاله.
العلاج الإشعاعي لسرطان الثدي: يتم استعمال الأشعة بطاقة عالية كالأشعة السينية والبروتونات لقتل الخلايا السرطانية، ويمتد العلاج من ثلاثة أيام إلى ستة أسابيع في أغلب الأحيان.
العلاج الهرموني لسرطان الثدي: يستعمل العلاج الهرموني في علاج أنواع السرطانات المرتبطة بالهرمونات الأنثوية التي تتأثر بزيادة هرمون الأستروجين، ويكون ذلك بتثبيط الهرمون الأنثوي في الجسم لتقليص حجمه أولاً؛ لتسهيل إزالته جراحياً فيما بعد.
العلاج البيولوجي لسرطان الثدي: تتضمن الخلايا السرطانية على 20% من البروتينات المعززة لنمو الأورام السرطانية، وتعالج هذا النوع بالأدوية البيولوجية التي تحد من نمو وانتشار الأورام في الجسم كالتراستوزوماب، والبيرتوزوماب.